Parrying

```wiki

الصدّ (Parrying) في الخيارات الثنائية: دليل شامل للمبتدئين

مقدمة

الصدّ، أو التصدّي، في سياق الخيارات الثنائية، ليس حرفياً منع ضربة، بل هو استراتيجية دفاعية تهدف إلى تقليل الخسائر المحتملة أو حتى تحويلها إلى أرباح في مواجهة تحركات السوق غير المتوقعة. يشبه الأمر صد هجوم في القتال، حيث تحول مسار الضربة لتجنب الضرر أو استغلال زخمها. هذا المقال موجه للمبتدئين ويهدف إلى شرح مفهوم الصدّ، وأنواعه، وكيفية تطبيقه بفعالية في تداول الخيارات الثنائية. فهم هذا المفهوم ضروري لإدارة المخاطر وتحسين الأداء العام في السوق.

ما هو الصدّ في الخيارات الثنائية؟

في جوهره، الصدّ هو تعديل أو إغلاق صفقة مفتوحة قبل تاريخ انتهاء صلاحيتها الأصلي، وذلك استجابة لظهور إشارات سلبية أو تغيير في ظروف السوق. بدلاً من الانتظار حتى انتهاء الصفقة، مما قد يؤدي إلى خسارة رأس المال المستثمر، يهدف الصدّ إلى الحد من الخسائر المحتملة أو تأمين جزء من الأرباح المتاحة. يمكن أن يكون الصدّ استجابة لـ تحليل فني يشير إلى انعكاس محتمل في الاتجاه، أو لخبر اقتصادي غير متوقع، أو ببساطة لتقييم المخاطر المتغيرة.

أنواع الصدّ

هناك عدة أنواع من الصدّ، ولكل منها استراتيجية ووقت تنفيذ مختلف:

الصدّ الوقائي (Protective Parrying): يتم تنفيذه عندما تشير الإشارات إلى أن الصفقة قد تتحرك ضدك. يهدف هذا النوع من الصدّ إلى الحد من الخسائر عن طريق إغلاق الصفقة قبل أن تتكبد خسائر كبيرة. على سبيل المثال، إذا فتحت صفقة "شراء" على الأصل بناءً على مؤشر البولنجر باندز، ولكن السعر بدأ في الاقتراب من الحد السفلي للنطاق، فقد تقوم بالصدّ الوقائي لإغلاق الصفقة وتقليل خسائرك.
الصدّ الجزئي (Partial Parrying): يتضمن إغلاق جزء فقط من الصفقة، مع ترك الباقي مفتوحاً على أمل أن يتحسن السوق. هذا النوع من الصدّ مفيد عندما تكون لديك ثقة جزئية في الصفقة الأصلية، ولكنك تريد تقليل المخاطر. على سبيل المثال، يمكنك إغلاق 50% من الصفقة وتأمين جزء من الأرباح، مع ترك 50% المتبقية للاستفادة من أي تحركات إيجابية مستقبلية.
الصدّ لتحقيق الربح (Profit-Taking Parrying): يتم تنفيذه عندما تصل الصفقة إلى هدف الربح المحدد، أو عندما تشير الإشارات إلى أن الاتجاه قد بدأ في الضعف. يهدف هذا النوع من الصدّ إلى تأمين الأرباح قبل أن ينعكس السوق. على سبيل المثال، إذا كنت تستخدم استراتيجية 60 ثانية، فقد تقوم بالصدّ بمجرد وصول السعر إلى هدف الربح المحدد، حتى لو كانت الصفقة لا تزال مفتوحة.
الصدّ الارتدادي (Reversal Parrying): يتم استخدامه عندما تشير الإشارات إلى انعكاس وشيك في الاتجاه. يتضمن إغلاق الصفقة الحالية وفتح صفقة معاكسة للاستفادة من الانعكاس المتوقع. على سبيل المثال، إذا كنت قد فتحت صفقة "شراء" ولكن مؤشر RSI يشير إلى ذروة الشراء، فقد تقوم بالصدّ الارتدادي وإغلاق الصفقة وفتح صفقة "بيع".

متى يجب عليك الصدّ؟

تحديد الوقت المناسب للصدّ هو مفتاح النجاح. لا توجد قاعدة صارمة وسريعة، ولكن إليك بعض الإرشادات:

عندما تتغير ظروف السوق بشكل كبير: إذا ظهرت أخبار أو أحداث اقتصادية غير متوقعة تؤثر على الأصل الذي تتداوله، فقد يكون من الحكمة الصدّ.
عندما تشير الإشارات الفنية إلى انعكاس محتمل: انتبه إلى أنماط الشموع، وخطوط الاتجاه، والمؤشرات الفنية الأخرى التي قد تشير إلى أن الاتجاه قد بدأ في الضعف.
عندما تصل الصفقة إلى مستوى معين من الخسارة: حدد مسبقاً مستوى الخسارة الذي لا ترغب في تجاوزه، وقم بالصدّ بمجرد الوصول إلى هذا المستوى. هذا يساعد على حماية رأس المال الخاص بك.
عندما تصل الصفقة إلى هدف الربح المحدد: لا تطمع في المزيد من الأرباح. بمجرد وصول الصفقة إلى هدف الربح المحدد، قم بالصدّ وتأمين أرباحك.
عندما تزداد التقلبات بشكل كبير: التقلبات العالية يمكن أن تجعل التداول أكثر خطورة. قد يكون من الحكمة الصدّ في أوقات التقلبات العالية لحماية رأس المال الخاص بك.

أدوات وتقنيات الصدّ

هناك العديد من الأدوات والتقنيات التي يمكن استخدامها لتنفيذ الصدّ بفعالية:

أوامر وقف الخسارة (Stop-Loss Orders): تُعد أوامر وقف الخسارة من أهم أدوات إدارة المخاطر. تسمح لك بتحديد مستوى السعر الذي سيتم عنده إغلاق الصفقة تلقائياً إذا تحرك السعر ضدك.
أوامر جني الأرباح (Take-Profit Orders): تسمح لك بتحديد مستوى السعر الذي سيتم عنده إغلاق الصفقة تلقائياً إذا وصل السعر إلى هدف الربح المحدد.
المراقبة المستمرة للسوق: يجب عليك مراقبة السوق باستمرار لتحديد أي تغييرات في ظروف السوق أو الإشارات الفنية التي قد تتطلب الصدّ.
استخدام المؤشرات الفنية: يمكن أن تساعدك المؤشرات الفنية مثل MACD، وStochastic Oscillator، وIchimoku Cloud في تحديد نقاط الدخول والخروج المحتملة.
تحليل حجم التداول: يمكن أن يوفر تحليل حجم التداول رؤى قيمة حول قوة الاتجاه. إذا كان حجم التداول يتناقص أثناء الاتجاه الصاعد، فقد يكون ذلك علامة على أن الاتجاه بدأ في الضعف.

استراتيجيات الصدّ المتقدمة

استراتيجية المتوسطات المتحركة (Moving Average Crossover): استخدم تقاطع اثنين من المتوسطات المتحركة لتحديد نقاط الدخول والخروج المحتملة. عندما يتقاطع المتوسط المتحرك قصير الأجل فوق المتوسط المتحرك طويل الأجل، فقد يكون ذلك علامة على اتجاه صاعد، وعندما يتقاطع المتوسط المتحرك قصير الأجل تحت المتوسط المتحرك طويل الأجل، فقد يكون ذلك علامة على اتجاه هابط.
استراتيجية النطاق (Range Trading): حدد نطاق سعر محدد، وقم بشراء الأصل عندما يصل السعر إلى الحد السفلي للنطاق، وقم ببيعه عندما يصل السعر إلى الحد العلوي للنطاق.
استراتيجية الاختراق (Breakout Strategy): ابحث عن نقاط الاختراق في خطوط الاتجاه أو مستويات الدعم والمقاومة. عندما يخترق السعر مستوى الدعم أو المقاومة، فقد يكون ذلك علامة على بداية اتجاه جديد.
استراتيجية تصحيح فيبوناتشي (Fibonacci Retracement): استخدم مستويات تصحيح فيبوناتشي لتحديد نقاط الدخول والخروج المحتملة.
استراتيجية هيدن ديفيرجنس (Hidden Divergence): ابحث عن حالات التباعد الخفي بين السعر والمؤشرات الفنية. يمكن أن تشير حالات التباعد الخفي إلى استمرار الاتجاه الحالي.

أمثلة عملية على الصدّ

**مثال 1:** فتحت صفقة "شراء" على زوج EUR/USD بناءً على استراتيجية الشموع اليابانية. بعد فترة وجيزة، ظهر خبر اقتصادي سلبي أدى إلى انخفاض قيمة اليورو. قمت بالصدّ الوقائي لإغلاق الصفقة قبل أن تتكبد خسائر كبيرة.
**مثال 2:** فتحت صفقة "بيع" على زوج GBP/JPY بناءً على استراتيجية التقاطع الذهبي. وصل السعر إلى هدف الربح المحدد، قمت بالصدّ لتحقيق الربح وتأمين أرباحي.
**مثال 3:** فتحت صفقة "شراء" على سهم Apple بناءً على استراتيجية المتوسطات المتحركة. بدأ السعر في الاقتراب من مستوى مقاومة رئيسي. قمت بالصدّ الجزئي لإغلاق 50% من الصفقة وتأمين جزء من الأرباح، وتركت 50% المتبقية للاستفادة من أي اختراق محتمل لمستوى المقاومة.

المخاطر المرتبطة بالصدّ

على الرغم من أن الصدّ يمكن أن يكون استراتيجية فعالة لإدارة المخاطر، إلا أنه ينطوي على بعض المخاطر:

الصدّ المبكر: إذا قمت بالصدّ مبكراً جداً، فقد تفوتك فرصة تحقيق أرباح أكبر.
الصدّ المتأخر: إذا قمت بالصدّ متأخراً جداً، فقد تتكبد خسائر كبيرة.
تكاليف المعاملات: قد تتراكم تكاليف المعاملات (العمولات والفروق السعرية) إذا قمت بالصدّ بشكل متكرر.
التحليل الخاطئ: إذا كان تحليلك خاطئاً، فقد تقوم بالصدّ في وقت غير مناسب، مما يؤدي إلى خسائر.

نصائح لتحسين الصدّ

ضع خطة تداول: يجب أن تتضمن خطة التداول الخاصة بك قواعد واضحة للصدّ، بما في ذلك مستويات وقف الخسارة وجني الأرباح.
مارس إدارة المخاطر: لا تخاطر أبداً بأكثر مما يمكنك تحمل خسارته.
ابق على اطلاع دائم: تابع الأخبار والأحداث الاقتصادية التي قد تؤثر على الأسواق.
تعلم من أخطائك: حلل صفقاتك السابقة لتحديد الأخطاء التي ارتكبتها وكيف يمكنك تجنبها في المستقبل.
استخدم حساباً تجريبياً: تدرب على استراتيجيات الصدّ باستخدام حساب تجريبي قبل المخاطرة بأموال حقيقية.

الخلاصة

الصدّ هو أداة قوية لإدارة المخاطر في تداول الخيارات الثنائية. من خلال فهم أنواع الصدّ المختلفة، ومتى يجب عليك الصدّ، وكيفية استخدام الأدوات والتقنيات المناسبة، يمكنك تحسين أداء التداول الخاص بك وحماية رأس المال الخاص بك. تذكر أن الصدّ ليس حلاً سحرياً، ويتطلب ممارسة وانضباطاً. استمر في التعلم والتكيف مع ظروف السوق المتغيرة، وستزيد فرص نجاحك في تداول الخيارات الثنائية. استكشف المزيد حول تحليل الاتجاه و إدارة رأس المال لتعزيز فهمك الشامل للتداول. تذكر دائماً، التداول ينطوي على مخاطر، لذا كن حذراً وقم بإجراء بحثك الخاص قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.

ابدأ التداول الآن

سجّل في IQ Option (الحد الأدنى للإيداع 10 دولار) افتح حساباً في Pocket Option (الحد الأدنى للإيداع 5 دولار)

انضم إلى مجتمعنا

اشترك في قناة Telegram الخاصة بنا @strategybin لتصلك: ✓ إشارات تداول يومية ✓ تحليلات استراتيجية حصرية ✓ تنبيهات اتجاهات السوق ✓ مواد تعليمية للمبتدئين