Cognitive biases in trading

center|500px|تحيزات معرفية في التداول

التحيزات المعرفية في التداول: دليل شامل للمبتدئين

مقدمة

يشكل التداول في الخيارات الثنائية تحدياً معقداً يتطلب أكثر من مجرد فهم للأسواق المالية. فالنجاح في هذا المجال يعتمد بشكل كبير على القدرة على اتخاذ قرارات منطقية وعقلانية. ولكن، غالباً ما تعيقنا التحيزات المعرفية، وهي أنماط تفكير منهجية يمكن أن تؤدي إلى أخطاء في الحكم وتقييم المخاطر. يهدف هذا المقال إلى تقديم شرح مفصل للتحيزات المعرفية الأكثر شيوعاً التي تؤثر على المتداولين، وكيفية التعرف عليها والتخفيف من آثارها السلبية. سنتناول أيضاً كيفية تأثير هذه التحيزات على استراتيجيات التداول المختلفة، مثل استراتيجية مارتينجال و استراتيجية فيبوناتشي و استراتيجية الاختراق.

ما هي التحيزات المعرفية؟

التحيزات المعرفية هي اختصارات عقلية يستخدمها الدماغ لمعالجة المعلومات بسرعة وكفاءة. في حين أن هذه الاختصارات يمكن أن تكون مفيدة في الحياة اليومية، إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى أخطاء في التفكير، خاصة في المواقف المعقدة مثل التداول. تنشأ هذه التحيزات بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك محدودية القدرة المعرفية، والتجارب السابقة، والعواطف. فهم هذه التحيزات هو الخطوة الأولى نحو تجنب الوقوع في فخها.

التحيزات المعرفية الشائعة في التداول

هناك العديد من التحيزات المعرفية التي يمكن أن تؤثر على المتداولين. سنستعرض هنا بعضاً من الأكثر شيوعاً:

• تحيز التأكيد (Confirmation Bias): يميل المتداولون إلى البحث عن المعلومات التي تؤكد معتقداتهم الحالية وتجاهل المعلومات التي تتعارض معها. على سبيل المثال، إذا كان المتداول يعتقد أن سعر الأصل سيرتفع، فإنه سيركز على الأخبار والبيانات التي تدعم هذا الرأي ويتجاهل الأخبار السلبية. هذا التحيز يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات متسرعة بناءً على معلومات غير كاملة. هذا التحيز يؤثر على استخدام التحليل الفني و التحليل الأساسي.
• تحيز الإتاحة (Availability Heuristic): يعتمد المتداولون على المعلومات التي هي سهلة الوصول إلى الذاكرة عند اتخاذ القرارات. على سبيل المثال، إذا سمع المتداول مؤخراً عن قصة نجاح لشركة معينة، فإنه قد يميل إلى الاستثمار في تلك الشركة دون إجراء بحث شامل. هذا التحيز يمكن أن يؤدي إلى المبالغة في تقدير احتمالية الأحداث الأخيرة أو البارزة.
• تحيز التثبيت (Anchoring Bias): يعتمد المتداولون بشكل مفرط على أول معلومة يتلقونها (المرساة) عند اتخاذ القرارات. على سبيل المثال، إذا رأى المتداول أن سعر سهم معين كان 100 دولار في الماضي، فإنه قد يعتبر أن هذا السعر هو نقطة مرجعية جيدة حتى لو تغيرت الظروف الأساسية. هذا التحيز يمكن أن يؤدي إلى تقييم غير دقيق للأصول.
• تحيز النفور من الخسارة (Loss Aversion): يشعر المتداولون بألم الخسارة بشكل أقوى من سعادتهم بالربح. هذا التحيز يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير عقلانية لتجنب الخسارة، مثل التمسك بخسائر لفترة طويلة جداً أو البيع المبكر للأرباح. هذا التحيز يؤثر على استخدام أوامر وقف الخسارة و أوامر جني الأرباح.
• تحيز الثقة المفرطة (Overconfidence Bias): يميل المتداولون إلى المبالغة في تقدير قدراتهم ومعرفتهم. هذا التحيز يمكن أن يؤدي إلى تحمل مخاطر غير ضرورية واتخاذ قرارات متسرعة. غالباً ما يؤدي إلى سوء استخدام رافعة التداول.
• تحيز القطيع (Herd Mentality): يميل المتداولون إلى اتباع سلوك الآخرين، حتى لو كان ذلك يتعارض مع تحليلاتهم الخاصة. هذا التحيز يمكن أن يؤدي إلى فقاعات المضاربة والانهيارات المفاجئة. هذا التحيز يظهر بشكل واضح في تداول الأخبار.
• تحيز التوظيف السابق (Hindsight Bias): بعد وقوع حدث ما، يميل المتداولون إلى الاعتقاد بأنهم كانوا يعرفون دائماً أنه سيحدث. هذا التحيز يمكن أن يؤدي إلى المبالغة في تقدير قدرة المتداول على التنبؤ بالأحداث المستقبلية.
• تحيز التكلفة الغارقة (Sunk Cost Fallacy): يميل المتداولون إلى الاستمرار في الاستثمار في مشروع خاسر لأنهم استثمروا فيه بالفعل الكثير من المال أو الوقت. هذا التحيز يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الخسائر.
• تأثير التملك (Endowment Effect): يعطي المتداولون قيمة أكبر للأصول التي يمتلكونها مقارنة بالأصول التي لا يمتلكونها. هذا التحيز يمكن أن يؤدي إلى التمسك بالأصول الخاسرة لفترة طويلة جداً.
• تحيز التفاؤل (Optimism Bias): يميل المتداولون إلى المبالغة في تقدير احتمالية الأحداث الإيجابية وتقليل احتمالية الأحداث السلبية. هذا التحيز يمكن أن يؤدي إلى تحمل مخاطر غير ضرورية.

كيفية التخفيف من آثار التحيزات المعرفية

على الرغم من أن التحيزات المعرفية متأصلة في طبيعة البشر، إلا أنه يمكن اتخاذ خطوات للتخفيف من آثارها السلبية على التداول:

• الوعي الذاتي: الخطوة الأولى هي إدراك أن التحيزات المعرفية موجودة وأنها يمكن أن تؤثر على قراراتك. حاول أن تكون واعياً بأفكارك ومشاعرك أثناء التداول.
• التخطيط المسبق: ضع خطة تداول مفصلة قبل البدء في التداول. حدد أهدافك، ومخاطرك، واستراتيجياتك. التزم بخطتك وتجنب اتخاذ قرارات متسرعة بناءً على العواطف.
• جمع المعلومات بشكل موضوعي: ابحث عن المعلومات من مصادر متنوعة وحاول أن تكون موضوعياً في تقييمها. لا تركز فقط على المعلومات التي تؤكد معتقداتك الحالية. استخدم التحليل الأساسي و التحليل الفني بشكل متكامل.
• استخدام الأدوات التحليلية: استخدم الأدوات التحليلية، مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) و مؤشر الماكد (MACD) و خطوط بولينجر، لمساعدتك في اتخاذ قرارات مستنيرة. هذه الأدوات يمكن أن تساعدك في تحديد الاتجاهات والأنماط في السوق.
• طلب المشورة: ناقش قراراتك مع متداولين آخرين أو مستشار مالي. يمكنهم تقديم وجهة نظر مختلفة ومساعدتك في تحديد التحيزات التي قد تكون غير واعية بها.
• تسجيل التداولات: احتفظ بسجل لجميع تداولاتك، بما في ذلك أسباب اتخاذك لكل قرار. راجع سجلاتك بانتظام لتحديد الأنماط والتحيزات التي قد تكون تؤثر على أدائك.
• التعلم المستمر: استمر في التعلم عن الأسواق المالية وعن التحيزات المعرفية. كلما زادت معرفتك، كلما كنت أكثر قدرة على اتخاذ قرارات عقلانية. دراسة نظرية الاحتمالات و الإحصاء يمكن أن تساعد بشكل كبير.
• التحكم في العواطف: تجنب التداول عندما تكون متوتراً أو غاضباً أو متحمسًا بشكل مفرط. العواطف يمكن أن تعمي حكمك وتؤدي إلى اتخاذ قرارات سيئة. استخدم تقنيات إدارة المخاطر للحد من الخسائر المحتملة.
• استخدام استراتيجيات متنوعة: لا تعتمد على استراتيجية تداول واحدة فقط. استخدم مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات، مثل استراتيجية المتوسطات المتحركة و استراتيجية القنوات السعرية و استراتيجية الدعم والمقاومة، لتنويع مخاطرك.
• التقييم الذاتي المنتظم: قم بتقييم أدائك بانتظام وحاول تحديد الأخطاء التي ارتكبتها. تعلم من أخطائك وحاول تجنب تكرارها في المستقبل.

تأثير التحيزات المعرفية على استراتيجيات التداول

يمكن أن تؤثر التحيزات المعرفية على فعالية استراتيجيات التداول المختلفة. على سبيل المثال:

• استراتيجية مارتينجال: يمكن أن يؤدي تحيز الثقة المفرطة إلى قيام المتداول بزيادة حجم التداول بشكل مفرط في استراتيجية مارتينجال، مما يزيد من خطر الخسارة الكبيرة.
• استراتيجية فيبوناتشي: يمكن أن يؤدي تحيز التأكيد إلى قيام المتداول بالتركيز على مستويات فيبوناتشي التي تؤكد معتقداته الحالية وتجاهل المستويات الأخرى.
• استراتيجية الاختراق: يمكن أن يؤدي تحيز القطيع إلى قيام المتداول باتباع عمليات الاختراق الوهمية، مما يؤدي إلى خسائر.
• تداول الأخبار: يمكن أن يؤدي تحيز الإتاحة إلى المبالغة في رد الفعل على الأخبار الأخيرة، مما يؤدي إلى قرارات تداول متسرعة.
• تداول حجم التداول: يمكن أن يؤدي تحيز التوظيف السابق إلى تفسير حجم التداول بشكل خاطئ، مما يؤدي إلى قرارات تداول غير دقيقة.

الخلاصة

التحيزات المعرفية هي جزء طبيعي من التفكير البشري، ولكنها يمكن أن تكون مدمرة للتداول. من خلال فهم هذه التحيزات وكيفية تأثيرها على قراراتك، يمكنك اتخاذ خطوات للتخفيف من آثارها السلبية وتحسين أدائك في الخيارات الثنائية. تذكر أن التداول الناجح يتطلب الانضباط والمنطق والوعي الذاتي. الاستثمار في تطوير هذه الصفات سيساعدك على تحقيق أهدافك المالية. التحكم في العواطف وتعلم إدارة رأس المال هما أيضاً عنصران أساسيان للنجاح. استخدام التحليل الموجي إليوت و نظرية فوضى الأسواق يمكن أن يوفر رؤى إضافية.

ابدأ التداول الآن

سجّل في IQ Option (الحد الأدنى للإيداع 10 دولار) افتح حساباً في Pocket Option (الحد الأدنى للإيداع 5 دولار)

انضم إلى مجتمعنا

اشترك في قناة Telegram الخاصة بنا @strategybin لتصلك: ✓ إشارات تداول يومية ✓ تحليلات استراتيجية حصرية ✓ تنبيهات اتجاهات السوق ✓ مواد تعليمية للمبتدئين