استراتيجية التداول بناءً على العواطف

مقدمة

التداول في الخيارات الثنائية، كما هو الحال في أي شكل من أشكال الاستثمار المالي، يتطلب ليس فقط المعرفة التقنية والتحليل الدقيق، بل أيضاً التحكم في العواطف. غالباً ما يُنظر إلى العواطف على أنها عدو المستثمر، حيث يمكن أن تؤدي إلى قرارات متسرعة وغير منطقية، وبالتالي خسائر مالية. ومع ذلك، يمكن أيضاً استخدام فهم العواطف – سواء عواطفك الخاصة أو عواطف السوق – كأداة استراتيجية في التداول. هذا المقال سيتناول بالتفصيل استراتيجية التداول بناءً على العواطف، وكيفية التعرف على هذه العواطف، وكيفية استخدامها (بحذر) لتحسين نتائج التداول.

فهم العواطف في التداول

قبل الخوض في كيفية استخدام العواطف في استراتيجية التداول، من المهم فهم العواطف الرئيسية التي تؤثر على المتداولين:

الخوف: الخوف هو أحد أقوى العواطف التي تؤثر على قرارات التداول. يمكن أن يؤدي الخوف من الخسارة إلى البيع المبكر للصفقات الرابحة، أو إلى عدم الدخول في صفقات واعدة.
الجشع: الجشع هو الرغبة المفرطة في تحقيق الأرباح. يمكن أن يؤدي الجشع إلى المخاطرة المفرطة، أو إلى الاحتفاظ بالصفقات الخاسرة لفترة طويلة جداً على أمل أن تعود إلى الربحية.
الأمل: الأمل هو الاعتقاد بأن الصفقة ستنجح، حتى لو كانت الأدلة تشير إلى خلاف ذلك. يمكن أن يؤدي الأمل إلى تجاهل إشارات الخطر، أو إلى زيادة حجم الصفقة بشكل غير ضروري.
الندم: الندم هو الشعور بالحزن أو الأسف بسبب قرار تداول خاطئ. يمكن أن يؤدي الندم إلى التداول الانتقامي، حيث يحاول المتداول استعادة خسائره بسرعة من خلال الدخول في صفقات متسرعة.
الثقة المفرطة: الشعور بالثقة المفرطة في القدرات التداولية يمكن أن يؤدي إلى الاستهانة بالمخاطر، واتخاذ قرارات متهورة.

كيف تؤثر العواطف على قرارات التداول؟

العواطف يمكن أن تشوه الإدراك المنطقي للسوق، مما يؤدي إلى:

التحيزات المعرفية: العواطف تساهم في ظهور التحيزات المعرفية، مثل تحيز التأكيد (البحث عن المعلومات التي تؤكد معتقداتك الحالية) و تأثير الإطار (تفسير المعلومات بشكل مختلف بناءً على كيفية تقديمها).
التداول المتهور: العواطف يمكن أن تدفع المتداولين إلى الدخول في صفقات دون تحليل مناسب، أو إلى الخروج من الصفقات في الوقت الخطأ.
التداول الانتقامي: كما ذكرنا سابقاً، الندم يمكن أن يؤدي إلى التداول الانتقامي، وهو استراتيجية خطيرة يمكن أن تؤدي إلى خسائر كبيرة.
فقدان الانضباط: العواطف يمكن أن تجعل من الصعب الالتزام بخطة التداول، مما يؤدي إلى التداول العشوائي وغير المنظم.

استراتيجية التداول بناءً على العواطف: "مؤشر الخوف والجشع"

هناك استراتيجية تداول تعتمد بشكل مباشر على قياس عواطف السوق، وهي ما يُعرف بـ "مؤشر الخوف والجشع" (Fear & Greed Index). هذا المؤشر يقيس مستوى التفاؤل أو التشاؤم في السوق، ويستخدم هذا القياس لاتخاذ قرارات تداول.

مفهوم المؤشر: المؤشر يعتمد على فكرة أن الأسواق تميل إلى المبالغة في ردود أفعالها على الأخبار والأحداث. عندما يكون السوق خائفاً، تميل الأسعار إلى الانخفاض بشكل مفرط، مما يخلق فرص شراء. وعلى العكس من ذلك، عندما يكون السوق جشعاً، تميل الأسعار إلى الارتفاع بشكل مفرط، مما يخلق فرص بيع.
كيفية قياس المؤشر: هناك العديد من الطرق لقياس مؤشر الخوف والجشع. بعض المؤشرات تعتمد على أسعار الأسهم، وبعضها يعتمد على حجم التداول، وبعضها يعتمد على استطلاعات الرأي.
تفسير المؤشر:

   *   الخوف الشديد (20-0): يشير إلى أن السوق خائف جداً، وأن الأسعار قد تكون منخفضة بشكل مفرط. قد يكون هذا وقتاً جيداً للشراء.
   *   الخوف المعتدل (40-21): يشير إلى أن السوق متخوف، ولكن ليس بشكل مفرط. قد يكون هذا وقتاً جيداً للبحث عن فرص شراء.
   *   التحييد (50): يشير إلى أن السوق متوازن، ولا يوجد خوف أو جشع مفرط.
   *   الجشع المعتدل (60-51): يشير إلى أن السوق جشع، ولكن ليس بشكل مفرط. قد يكون هذا وقتاً جيداً للبحث عن فرص بيع.
   *   الجشع الشديد (80-61): يشير إلى أن السوق جشع جداً، وأن الأسعار قد تكون مرتفعة بشكل مفرط. قد يكون هذا وقتاً جيداً للبيع.
   *   الجشع المفرط (100): يشير إلى أن السوق في حالة جنون شراء، وأن الأسعار من المحتمل أن تنخفض قريباً.

استخدام العواطف الشخصية كإشارة (بحذر شديد)

بالإضافة إلى استخدام مؤشرات الخوف والجشع، يمكن أيضاً استخدام العواطف الشخصية كإشارة تداول (مع الحذر الشديد).

التعرف على عواطفك: الخطوة الأولى هي التعرف على العواطف التي تشعر بها أثناء التداول. هل تشعر بالخوف، الجشع، الأمل، الندم، أو الثقة المفرطة؟
تسجيل العواطف: احتفظ بمذكرات تداول، وسجل فيها عواطفك في كل صفقة. سيساعدك هذا على تحديد الأنماط، وفهم كيف تؤثر عواطفك على قراراتك.
استخدام العواطف كمحفز للتحليل: إذا شعرت بعاطفة قوية، لا تتداول على الفور. بدلاً من ذلك، استخدم هذه العاطفة كمحفز لإجراء تحليل إضافي. هل هناك سبب منطقي للشعور بهذه العاطفة؟ هل هناك إشارات أخرى تدعم هذه العاطفة؟
تجنب التداول أثناء العواطف الشديدة: إذا كنت تشعر بعاطفة شديدة، فمن الأفضل تجنب التداول تماماً. انتظر حتى تهدأ عواطفك، ثم قم بتقييم الموقف بشكل منطقي.

استراتيجيات التداول الأخرى ذات الصلة

التداول بناءً على الأخبار: التداول بناءً على الأخبار يتطلب تقييماً عاطفياً لرد فعل السوق على الأخبار الاقتصادية والسياسية.
التداول المتأرجح: التداول المتأرجح يعتمد على استغلال تقلبات الأسعار قصيرة الأجل، والتي غالباً ما تكون مدفوعة بالعواطف.
التداول اليومي: التداول اليومي يتطلب سرعة البديهة والقدرة على اتخاذ قرارات سريعة، والتي يمكن أن تتأثر بالعواطف.
استراتيجية مارتينجال: استراتيجية مارتينجال (على الرغم من خطورتها) غالباً ما يتم تنفيذها بدافع الندم والرغبة في استعادة الخسائر.
استراتيجية المضاعفة: استراتيجية المضاعفة مشابهة لاستراتيجية مارتينجال، وتعتمد على زيادة حجم الصفقة بعد كل خسارة.
استراتيجية الاختراق: استراتيجية الاختراق تعتمد على تحديد مستويات الدعم والمقاومة، والتي غالباً ما تتأثر بعواطف المتداولين.
استراتيجية التراجع: استراتيجية التراجع تعتمد على تحديد الاتجاهات، والتي يمكن أن تتأثر بعواطف السوق.
استراتيجية المتوسط المتحرك: استراتيجية المتوسط المتحرك تستخدم المؤشرات الفنية لتحديد الاتجاهات، ويمكن أن تساعد في تقليل تأثير العواطف.
استراتيجية مؤشر القوة النسبية: استراتيجية مؤشر القوة النسبية تستخدم مؤشراً فنياً لقياس قوة الاتجاه، ويمكن أن تساعد في تحديد نقاط الشراء والبيع.
استراتيجية بولينجر باند: استراتيجية بولينجر باند تستخدم نطاقات حول المتوسط المتحرك لتحديد التقلبات، ويمكن أن تساعد في إدارة المخاطر.
تحليل فجوة السعر: تحليل فجوة السعر يمكن أن يكشف عن ردود أفعال عاطفية قوية في السوق.
تحليل حجم التداول: تحليل حجم التداول يمكن أن يوفر رؤى حول قوة الاتجاهات، والتي غالباً ما تكون مدفوعة بالعواطف.
التحليل الفني: التحليل الفني بشكل عام يمكن أن يساعد في تحديد الأنماط التي تتأثر بالعواطف.
تحليل الشموع اليابانية: تحليل الشموع اليابانية يمكن أن يكشف عن معنويات السوق من خلال أنماط الشموع.
استراتيجية التداول العكسي: استراتيجية التداول العكسي تعتمد على توقع انعكاس الاتجاه، والذي غالباً ما يحدث بسبب تغيير في معنويات السوق.
استراتيجية التداول بالاتجاه: استراتيجية التداول بالاتجاه تعتمد على استغلال الاتجاهات القوية، والتي غالباً ما تكون مدفوعة بالعواطف.
استراتيجية التداول الخوارزمي: استراتيجية التداول الخوارزمي يمكن أن تساعد في إزالة العواطف من عملية التداول.
استراتيجية التداول بالهامش: استراتيجية التداول بالهامش (على الرغم من خطورتها) غالباً ما يتم استخدامها بدافع الجشع.
استراتيجية التداول الآلي: استراتيجية التداول الآلي تعتمد على برامج الكمبيوتر لتنفيذ الصفقات، مما يقلل من تأثير العواطف.
استراتيجية التداول الهرمي: استراتيجية التداول الهرمي تتضمن تقسيم رأس المال إلى مستويات مختلفة من المخاطر، ويمكن أن تساعد في إدارة العواطف.
استراتيجية التداول المرن: استراتيجية التداول المرن تتكيف مع ظروف السوق المتغيرة، ويمكن أن تساعد في تقليل تأثير العواطف.
استراتيجية التداول المخاطر المنخفضة: استراتيجية التداول المخاطر المنخفضة تهدف إلى تقليل الخسائر، ويمكن أن تساعد في تهدئة العواطف.
استراتيجية التداول طويل الأجل: استراتيجية التداول طويل الأجل تتطلب صبراً وانضباطاً، ويمكن أن تساعد في تجنب القرارات المتسرعة المدفوعة بالعواطف.

الخلاصة

التداول بناءً على العواطف ليس استراتيجية بسيطة أو مضمونة النجاح. ومع ذلك، فإن فهم العواطف – سواء عواطفك الخاصة أو عواطف السوق – يمكن أن يكون أداة قيمة في التداول. من خلال التعرف على عواطفك، وتسجيلها، واستخدامها كمحفز للتحليل، وتجنب التداول أثناء العواطف الشديدة، يمكنك تحسين قرارات التداول الخاصة بك، وزيادة فرصك في النجاح. تذكر دائماً أن التداول يتطلب انضباطاً، وصبراً، وتحليلاً منطقياً، وأن العواطف يجب أن تستخدم بحذر شديد.

ابدأ التداول الآن

سجّل في IQ Option (الحد الأدنى للإيداع 10 دولار) افتح حساباً في Pocket Option (الحد الأدنى للإيداع 5 دولار)

انضم إلى مجتمعنا

اشترك في قناة Telegram الخاصة بنا @strategybin لتصلك: ✓ إشارات تداول يومية ✓ تحليلات استراتيجية حصرية ✓ تنبيهات اتجاهات السوق ✓ مواد تعليمية للمبتدئين

استراتيجية التداول بناءً على العواطف