ارتداد النطاق

ارتداد النطاق

مقدمة

ارتداد النطاق (Range Bound) هو استراتيجية تداول في الخيارات الثنائية تعتمد على تحديد نطاق سعري محدد للأصل المالي، والتوقع بأن السعر سيبقى داخل هذا النطاق لفترة زمنية معينة. تعتبر هذه الاستراتيجية مناسبة للأسواق التي تشهد تقلبات محدودة أو في فترات التداول الجانبي (Sideways Trading). تعتمد هذه الاستراتيجية على مبدأ أن الأسعار تميل إلى العودة إلى متوسطها، خاصة في غياب محفزات قوية تدفعها في اتجاه معين.

مفهوم النطاق السعري

النطاق السعري هو الفرق بين أعلى وأدنى سعر وصل إليه الأصل المالي خلال فترة زمنية محددة. لتحديد النطاق السعري، يجب أولاً تحديد الفترة الزمنية التي سيتم تحليلها (مثل ساعة، أربع ساعات، يوم، أسبوع). بعد ذلك، يتم تحديد أعلى وأدنى سعر تم تسجيله خلال هذه الفترة. يُعرف الفرق بين هذين السعرين بالنطاق السعري.

مثال: إذا كان أعلى سعر للأصل المالي خلال يوم تداول هو 1.2500 وأدنى سعر هو 1.2300، فإن النطاق السعري هو 0.0200 (1.2500 - 1.2300).

كيف تعمل استراتيجية ارتداد النطاق؟

تعتمد استراتيجية ارتداد النطاق على التوقع بأن السعر سيتحرك ضمن النطاق المحدد. يتوقع المتداول أن السعر سيرتد من حدود النطاق (الدعم والمقاومة) ويعود إلى داخل النطاق. عند استخدام هذه الاستراتيجية، يقوم المتداول بشراء خيار "Call" عندما يقترب السعر من مستوى الدعم، وشراء خيار "Put" عندما يقترب السعر من مستوى المقاومة.

شراء خيار Call (صعودي): يتم شراء هذا الخيار عندما يقترب السعر من مستوى الدعم، مع توقع أن السعر سيرتد صعوداً.
شراء خيار Put (هبوطي): يتم شراء هذا الخيار عندما يقترب السعر من مستوى المقاومة، مع توقع أن السعر سينخفض.

تحديد مستويات الدعم والمقاومة

تحديد مستويات الدعم والمقاومة هو جوهر استراتيجية ارتداد النطاق. هناك عدة طرق لتحديد هذه المستويات:

التحليل الفني (Technical Analysis): استخدام أدوات التحليل الفني مثل خطوط الاتجاه، المتوسطات المتحركة، مستويات فيبوناتشي لتحديد مستويات الدعم والمقاومة.
النظر إلى الأسعار التاريخية (Historical Prices): تحديد المستويات السعرية التي ارتد منها السعر في الماضي.
استخدام المؤشرات الفنية (Technical Indicators): استخدام مؤشرات مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) و مؤشر الماكد (MACD) لتحديد مستويات التشبع الشرائي أو البيعي، والتي يمكن أن تكون بمثابة مستويات دعم ومقاومة.
نقاط الارتكاز (Pivot Points): حساب نقاط الارتكاز باستخدام صيغ رياضية تعتمد على أسعار اليوم السابق.

إدارة المخاطر في استراتيجية ارتداد النطاق

إدارة المخاطر أمر بالغ الأهمية عند استخدام استراتيجية ارتداد النطاق. يجب على المتداولين اتباع بعض الإرشادات لتقليل المخاطر:

تحديد حجم الصفقة (Position Sizing): لا تخاطر بأكثر من نسبة صغيرة من رأس المال في كل صفقة (عادةً 1-2%).
استخدام أوامر وقف الخسارة (Stop-Loss Orders): تحديد مستوى سعر محدد للخروج من الصفقة في حالة تحرك السعر ضد توقعاتك.
اختيار الأصل المالي المناسب (Asset Selection): اختر الأصول المالية التي تميل إلى التداول في نطاقات سعرية محددة.
تجنب التداول خلال الأخبار الهامة (News Events): قد تتسبب الأخبار الهامة في كسر النطاق السعري وزيادة التقلبات.

مزايا وعيوب استراتيجية ارتداد النطاق

مزايا

بسيطة وسهلة الفهم (Simple and Easy to Understand): لا تتطلب الكثير من الخبرة في التحليل الفني.
نسبة نجاح عالية في الأسواق الجانبية (High Success Rate in Sideways Markets): فعالة بشكل خاص في الأسواق التي تشهد تقلبات محدودة.
إمكانية تحقيق أرباح متكررة (Potential for Consistent Profits): يمكن أن تحقق أرباحًا متكررة إذا تم تنفيذها بشكل صحيح.

عيوب

غير فعالة في الأسواق المتجهة (Ineffective in Trending Markets): قد تؤدي إلى خسائر في الأسواق التي تشهد اتجاهاً واضحاً.
تتطلب مراقبة مستمرة (Requires Constant Monitoring): يجب مراقبة الأسعار باستمرار لتحديد فرص التداول.
قد تتطلب تعديل النطاق السعري (May Require Adjusting the Range): قد تحتاج إلى تعديل النطاق السعري بناءً على تغيرات السوق.

أمثلة على استراتيجية ارتداد النطاق

لنفترض أنك تحلل زوج العملات EUR/USD وتلاحظ أنه يتداول في نطاق سعري بين 1.1000 و 1.1100.

السيناريو الأول: إذا اقترب السعر من مستوى الدعم 1.1000، يمكنك شراء خيار Call مع توقع أن السعر سيرتد صعوداً.
السيناريو الثاني: إذا اقترب السعر من مستوى المقاومة 1.1100، يمكنك شراء خيار Put مع توقع أن السعر سينخفض.

الجمع بين استراتيجية ارتداد النطاق واستراتيجيات أخرى

يمكن تحسين استراتيجية ارتداد النطاق من خلال الجمع بينها واستراتيجيات أخرى:

استراتيجية كسر النطاق (Range Breakout Strategy): إذا كسر السعر النطاق السعري، يمكنك التداول في اتجاه الكسر.
استراتيجية المتوسطات المتحركة (Moving Average Strategy): استخدام المتوسطات المتحركة لتأكيد مستويات الدعم والمقاومة.
استراتيجية الشموع اليابانية (Candlestick Patterns): استخدام أنماط الشموع اليابانية لتحديد نقاط الدخول والخروج.
استراتيجية تحليل حجم التداول (Volume Analysis): تحليل حجم التداول لتأكيد قوة الاتجاه.

أدوات إضافية لتحسين استراتيجية ارتداد النطاق

مؤشر ستوكاستيك (Stochastic Oscillator): لتحديد مناطق التشبع الشرائي والبيعي.
مؤشر بولينجر باندز (Bollinger Bands): لتحديد التقلبات وتحديد النطاقات السعرية.
مؤشر ADX (Average Directional Index): لتحديد قوة الاتجاه.
تحليل فجوة السعر (Gap Analysis): لتحديد الفجوات السعرية التي قد تؤثر على استراتيجية ارتداد النطاق.
استراتيجية مارتينجال (Martingale Strategy): (ينصح بتوخي الحذر الشديد عند استخدامها).

استراتيجيات تداول ذات صلة

التحليل الفني والمؤشرات المستخدمة

تحليل حجم التداول

الخلاصة

استراتيجية ارتداد النطاق هي استراتيجية تداول فعالة في الأسواق الجانبية. من خلال تحديد مستويات الدعم والمقاومة وإدارة المخاطر بشكل صحيح، يمكن للمتداولين تحقيق أرباح متكررة. ومع ذلك، يجب أن يكون المتداولون على دراية بعيوب هذه الاستراتيجية وتجنب استخدامها في الأسواق المتجهة. الجمع بين استراتيجية ارتداد النطاق واستراتيجيات أخرى يمكن أن يحسن من أدائها ويقلل من المخاطر. تذكر دائماً أن التداول في الخيارات الثنائية ينطوي على مخاطر، ويجب عليك فهم هذه المخاطر قبل البدء في التداول. التعلم المستمر وتطبيق إدارة رأس المال السليمة هما مفتاح النجاح في تداول الخيارات الثنائية.

ابدأ التداول الآن

سجّل في IQ Option (الحد الأدنى للإيداع 10 دولار) افتح حساباً في Pocket Option (الحد الأدنى للإيداع 5 دولار)

انضم إلى مجتمعنا

اشترك في قناة Telegram الخاصة بنا @strategybin لتصلك: ✓ إشارات تداول يومية ✓ تحليلات استراتيجية حصرية ✓ تنبيهات اتجاهات السوق ✓ مواد تعليمية للمبتدئين

ارتداد النطاق

ابدأ التداول الآن

انضم إلى مجتمعنا

Navigation menu