GATT

1. اتفاقية الجات: دليل شامل للمبتدئين في عالم الخيارات الثنائية

اتفاقية الجات (GATT) هي اختصار لـ "الاتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة" (General Agreement on Tariffs and Trade). على الرغم من أن الجات لم تعد موجودة بنفس الشكل، إلا أنها تمثل حجر الزاوية في تطور التجارة العالمية، ولها تأثيرات غير مباشرة على أسواق الخيارات الثنائية. هذا المقال يهدف إلى شرح الجات للمبتدئين، مع التركيز على كيفية ارتباطها بشكل غير مباشر بتداول الخيارات الثنائية، وكيف يمكن فهم السياق الاقتصادي الأوسع الذي شكلته.

ما هي اتفاقية الجات؟

تم توقيع اتفاقية الجات في عام 1947، بعد الحرب العالمية الثانية، بهدف تعزيز التجارة الدولية من خلال تقليل الحواجز التجارية. كان الهدف الرئيسي هو تجنب تكرار الأخطاء الاقتصادية التي ساهمت في اندلاع الحربين العالميتين، والتي شملت الحمائية المفرطة والحروب التجارية. لم تكن الجات منظمة بحد ذاتها، بل كانت مجموعة من الاتفاقيات التي تم التفاوض عليها بين الدول الأعضاء.

المبادئ الأساسية لاتفاقية الجات تتضمن:

المعاملة بالمثل: يتم منح الدول الأعضاء نفس المعاملة التجارية التي تمنحها لغير الأعضاء.
التخفيض التدريجي للتعريفات الجمركية: تم إجراء سلسلة من الجولات التفاوضية لخفض التعريفات الجمركية تدريجياً.
عدم التمييز: يجب معاملة جميع الدول الأعضاء بنفس الطريقة (المعاملة الأكثر تفضيلاً).
الشفافية: يجب أن تكون القوانين واللوائح التجارية شفافة وقابلة للتوقع.

دورات التفاوض في الجات

على مر السنين، شهدت الجات عدة دورات تفاوضية رئيسية، ساهمت كل منها في تخفيض الحواجز التجارية بشكل كبير:

جولة جنيف (1947): أول دورة تفاوضية، أسست الأساس لاتفاقية الجات.
جولة أنسي (1949): ركزت على تخفيض التعريفات الجمركية على مجموعة محدودة من السلع.
جولة توران (1951): استمرت في تخفيض التعريفات الجمركية.
جولة جنيف (1956): شملت عدداً أكبر من الدول والسلع.
جولة ديلون (1960-1962): أدت إلى تخفيضات كبيرة في التعريفات الجمركية على المنتجات الصناعية.
جولة كينيدي (1964-1967): ركزت على تخفيض التعريفات الجمركية على المنتجات الكيماوية والمنتجات الهندسية.
جولة طوكيو (1973-1979): ركزت على الحواجز غير الجمركية للتجارة، مثل المعايير واللوائح الفنية.
جولة أوروغواي (1986-1994): أكثر الدورات التفاوضية طموحاً، أدت إلى إنشاء منظمة التجارة العالمية (WTO).

من الجات إلى منظمة التجارة العالمية (WTO)

في عام 1995، تم استبدال الجات بمنظمة التجارة العالمية (WTO). كانت منظمة التجارة العالمية تطوراً للجات، حيث أصبحت منظمة أكثر رسمية ودائمة، ولها صلاحيات أوسع لتنظيم التجارة العالمية. تشمل مجالات عمل منظمة التجارة العالمية:

التجارة في السلع: تنظيم تجارة المنتجات الزراعية والصناعية.
التجارة في الخدمات: تنظيم تجارة الخدمات، مثل الخدمات المالية والسياحة.
حقوق الملكية الفكرية: حماية حقوق الملكية الفكرية، مثل براءات الاختراع والعلامات التجارية.
تسوية المنازعات التجارية: توفير آلية لتسوية المنازعات التجارية بين الدول الأعضاء.

يمكنك معرفة المزيد عن هذا الموضوع من خلال قراءة منظمة التجارة العالمية و تاريخ منظمة التجارة العالمية.

كيف تؤثر اتفاقية الجات/منظمة التجارة العالمية على أسواق الخيارات الثنائية؟

على الرغم من أن الجات ومنظمة التجارة العالمية لا تنظمان أسواق الخيارات الثنائية بشكل مباشر، إلا أنهما يؤثران عليها بشكل غير مباشر من خلال تأثيرهما على الاقتصاد العالمي. هناك عدة طرق يمكن من خلالها ملاحظة هذا التأثير:

النمو الاقتصادي: من خلال تعزيز التجارة العالمية، تساهم الجات ومنظمة التجارة العالمية في النمو الاقتصادي العالمي. النمو الاقتصادي يؤدي إلى زيادة الاستثمار والإنفاق الاستهلاكي، مما يؤثر على أسعار الأصول التي يتم تداولها في أسواق الخيارات الثنائية. فهم النمو الاقتصادي ضروري للتداول الناجح.
تقلبات الأسعار: يمكن أن تؤدي التغييرات في السياسات التجارية، مثل فرض رسوم جمركية جديدة أو اتفاقيات تجارية جديدة، إلى تقلبات في أسعار الأصول. يمكن للمتداولين في الخيارات الثنائية الاستفادة من هذه التقلبات من خلال التداول في اتجاه التحركات السعرية المتوقعة. استراتيجيات مثل التداول بناءً على الأخبار تعتمد على هذا المبدأ.
أسعار الصرف: يمكن أن تؤثر اتفاقيات التجارة على أسعار الصرف، مما يؤثر على قيمة الأصول المقومة بالعملات المختلفة. يمكن للمتداولين في الخيارات الثنائية الذين يتداولون في أزواج العملات الاستفادة من هذه التغييرات في أسعار الصرف. تحليل أسعار الصرف هو جزء أساسي من التداول.
الثقة في السوق: يمكن أن تؤثر السياسات التجارية على ثقة المستثمرين في السوق. إذا كان المستثمرون يعتقدون أن السياسات التجارية ستؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، فقد يبيعون الأصول، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار. فهم معنويات السوق أمر بالغ الأهمية.
التضخم: يمكن أن تؤدي التغييرات في التعريفات الجمركية إلى تغييرات في التضخم، والتي بدورها تؤثر على أسعار الفائدة والأسهم.

استراتيجيات تداول الخيارات الثنائية المتعلقة بأخبار التجارة

يمكن للمتداولين في الخيارات الثنائية استخدام الأخبار المتعلقة بالتجارة العالمية لتحديد فرص التداول. إليك بعض الاستراتيجيات:

التداول بناءً على الأخبار الاقتصادية: تتبع الإعلانات الاقتصادية الرئيسية، مثل بيانات الناتج المحلي الإجمالي (GDP) وميزان التجارة ومؤشرات مديري المشتريات (PMI). يمكن أن توفر هذه البيانات رؤى حول صحة الاقتصاد العالمي وتوجهات التجارة. التحليل الأساسي هو مفتاح هذه الاستراتيجية.
التداول بناءً على الأخبار السياسية: تتبع الأخبار المتعلقة بالسياسات التجارية، مثل المفاوضات التجارية والنزاعات التجارية. يمكن أن تؤثر هذه الأخبار على ثقة المستثمرين وأسعار الأصول. فهم التحليل السياسي يمكن أن يكون مفيداً.
التداول بناءً على بيانات التجارة: تتبع بيانات التجارة بين الدول المختلفة. يمكن أن توفر هذه البيانات رؤى حول الطلب والعرض على السلع والخدمات. تحليل حجم التداول يمكن أن يساعد في تحديد الاتجاهات.
استراتيجية الاختراق: عندما يتم الإعلان عن أخبار تجارية إيجابية، يمكن للمتداولين البحث عن فرص الاختراق في أسعار الأصول. استراتيجية الاختراق تعتمد على توقع استمرار الاتجاه.
استراتيجية الارتداد: عندما يتم الإعلان عن أخبار تجارية سلبية، يمكن للمتداولين البحث عن فرص الارتداد في أسعار الأصول. استراتيجية الارتداد تعتمد على توقع انعكاس الاتجاه.

أدوات تحليلية مفيدة

للتحليل الفعال لتأثيرات الجات/WTO على الخيارات الثنائية، يمكن استخدام الأدوات التالية:

التحليل الفني: استخدم الرسوم البيانية والمؤشرات الفنية لتحديد الاتجاهات وأنماط الأسعار. المتوسطات المتحركة و مؤشر القوة النسبية (RSI) و خطوط فيبوناتشي هي أدوات شائعة.
التحليل الأساسي: قم بتقييم البيانات الاقتصادية والسياسية لتحديد القيمة الحقيقية للأصول. تحليل التدفقات النقدية و التحليل المالي ضروريان.
التحليل الكمي: استخدم النماذج الرياضية والإحصائية للتنبؤ بتحركات الأسعار. نماذج التسعير و تحليل الانحدار يمكن أن تكون مفيدة.
التقويم الاقتصادي: استخدم تقويماً اقتصادياً لتتبع الإعلانات الاقتصادية القادمة. هناك العديد من المواقع التي تقدم تقويم اقتصادي مجاني.
أدوات تحليل حجم التداول: استخدم أدوات تحليل حجم التداول لتحديد قوة الاتجاهات. حجم التداول و مؤشر التوازن الحجمي (OBV) يمكن أن تساعد.

المخاطر وإدارة المخاطر

تداول الخيارات الثنائية ينطوي على مخاطر عالية، وخاصة عند التداول بناءً على الأخبار. من المهم إدارة المخاطر بعناية:

استخدم إدارة رأس المال: لا تخاطر بأكثر من نسبة صغيرة من رأس مالك في أي صفقة واحدة. إدارة رأس المال هي أساس التداول الناجح.
ضع أوامر وقف الخسارة: استخدم أوامر وقف الخسارة للحد من خسائرك المحتملة. أوامر وقف الخسارة تحمي رأس المال.
تنويع محفظتك: لا تضع كل أموالك في صفقة واحدة. تنويع المحفظة يقلل من المخاطر.
ابق على اطلاع: تابع الأخبار الاقتصادية والسياسية عن كثب. البقاء على اطلاع أمر بالغ الأهمية.
استخدم حساباً تجريبياً: قبل التداول بأموال حقيقية، تدرب على حساب تجريبي. الحسابات التجريبية توفر بيئة خالية من المخاطر.

روابط مفيدة

الخلاصة

اتفاقية الجات ومنظمة التجارة العالمية هما مؤسستان أساسيتان في التجارة العالمية. على الرغم من أنهما لا تنظمان أسواق الخيارات الثنائية بشكل مباشر، إلا أنهما تؤثران عليها بشكل غير مباشر من خلال تأثيرهما على الاقتصاد العالمي. من خلال فهم هذه التأثيرات، يمكن للمتداولين في الخيارات الثنائية اتخاذ قرارات تداول أكثر استنارة. تذكر دائماً إدارة المخاطر بعناية واستخدام الأدوات التحليلية المتاحة.

ابدأ التداول الآن

سجّل في IQ Option (الحد الأدنى للإيداع 10 دولار) افتح حساباً في Pocket Option (الحد الأدنى للإيداع 5 دولار)

انضم إلى مجتمعنا

اشترك في قناة Telegram الخاصة بنا @strategybin لتصلك: ✓ إشارات تداول يومية ✓ تحليلات استراتيجية حصرية ✓ تنبيهات اتجاهات السوق ✓ مواد تعليمية للمبتدئين