EDSAC

```

EDSAC : حاسوب إلكتروني تجريبي صغير أوتوماتيكي

EDSAC (Electronic Delay Storage Automatic Calculator) هو أحد أوائل الحواسيب الرقمية الإلكترونية التي عملت. تم بناؤه في جامعة كامبريدج في إنجلترا، وكان نتيجة تعاون بين عالم الرياضيات ماوريس ويلكس وفريقه. يعتبر EDSAC علامة فارقة في تاريخ الحوسبة، حيث قدم مفاهيم أساسية لا تزال مستخدمة حتى اليوم. هذه المقالة تقدم شرحًا تفصيليًا لـ EDSAC للمبتدئين، مع التركيز على تصميمه، وعمله، وأهميته التاريخية.

الخلفية التاريخية ونشأة EDSAC

في أعقاب الحرب العالمية الثانية، كان هناك اهتمام متزايد بتطوير الآلات القادرة على إجراء العمليات الحسابية المعقدة بسرعة ودقة. كان ENIAC (Electronic Numerical Integrator and Computer)، الذي تم الانتهاء منه في عام 1946، يعتبر أول حاسوب إلكتروني للأغراض العامة، ولكنه كان ضخمًا، ومكلفًا، واستهلك كمية هائلة من الطاقة.

أدرك ماوريس ويلكس، بعد زيارته لمشروع ENIAC، أن هناك حاجة إلى تصميم حاسوب أكثر عملية وفعالية. بدأ ويلكس العمل على EDSAC في عام 1946، واستلهم من أفكار جون فون نيومان، الذي اقترح مفهوم البرنامج المخزن (Stored-program concept). هذا المفهوم، الذي يعتبر حجر الزاوية في الحوسبة الحديثة، يسمح بتخزين التعليمات البرمجية في ذاكرة الحاسوب جنبًا إلى جنب مع البيانات، مما يجعل الحاسوب أكثر مرونة وقدرة على التكيف.

تصميم EDSAC

يختلف EDSAC عن ENIAC بعدة طرق رئيسية. كان EDSAC أصغر حجمًا، وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة، وأكثر سهولة في البرمجة. يعتمد تصميم EDSAC على عدة مكونات رئيسية:

وحدة الحساب والتحكم (Arithmetic Logic Unit - ALU): تقوم بإجراء العمليات الحسابية والمنطقية.
الذاكرة (Memory): تخزن التعليمات البرمجية والبيانات. استخدم EDSAC أنابيب مركِّمات الزئبق (Mercury delay lines) لتخزين البيانات. كانت هذه الأنابيب عبارة عن أنابيب زجاجية مملوءة بالزئبق، حيث يتم إرسال نبضات صوتية عبر الزئبق لتخزين المعلومات.
وحدة الإدخال والإخراج (Input/Output Unit): تسمح للحاسوب بالتفاعل مع العالم الخارجي، مثل قراءة البيانات من الشريط الورقي وكتابة النتائج على الطابعة.
وحدة التحكم (Control Unit): تنسق عمل جميع المكونات الأخرى.

| المكون | الوظيفة | التقنية المستخدمة | |---|---|---| | وحدة الحساب والتحكم | إجراء العمليات الحسابية والمنطقية | الصمامات المفرغة | | الذاكرة | تخزين التعليمات والبيانات | مركِّمات الزئبق | | وحدة الإدخال والإخراج | التفاعل مع العالم الخارجي | الشريط الورقي، الطابعة | | وحدة التحكم | تنسيق عمل المكونات | الصمامات المفرغة |

كان EDSAC يستخدم نظامًا ثنائيًا (Binary system) لتمثيل البيانات والتعليمات. كل بت (Bit) يمثل قيمة 0 أو 1. كانت التعليمات البرمجية عبارة عن تسلسل من الأرقام الثنائية التي تحدد العمليات التي يجب على الحاسوب تنفيذها.

كيفية عمل EDSAC

يعمل EDSAC وفقًا لدورة جلب-فك-تنفيذ (Fetch-Decode-Execute).

1. الجلب (Fetch): يتم جلب التعليمات التالية من الذاكرة. 2. الفك (Decode): يتم فك ترميز التعليمات لتحديد العملية التي يجب تنفيذها. 3. التنفيذ (Execute): يتم تنفيذ العملية المحددة.

تتكرر هذه الدورة باستمرار حتى يتم إيقاف تشغيل الحاسوب.

كان EDSAC قادرًا على إجراء مجموعة متنوعة من العمليات الحسابية والمنطقية، مثل الجمع والطرح والضرب والقسمة والمقارنة. كما كان قادرًا على تنفيذ عمليات القفز المشروط، التي تسمح للحاسوب بتغيير مسار التنفيذ بناءً على قيمة معينة.

البرمجة في EDSAC

كانت البرمجة في EDSAC عملية معقدة تتطلب فهمًا عميقًا لبنية الحاسوب. كان المبرمجون يكتبون التعليمات البرمجية في الغة الآلة (Machine language)، وهي اللغة الوحيدة التي يمكن للحاسوب فهمها مباشرة. كانت اللغة الآلة عبارة عن تسلسل من الأرقام الثنائية التي تمثل التعليمات.

لاحقًا، تم تطوير المجمّعات (Assemblers) لتسهيل عملية البرمجة. المجمّع هو برنامج يحول التعليمات البرمجية المكتوبة بلغة التجميع (Assembly language) إلى لغة الآلة. لغة التجميع هي لغة أكثر سهولة في القراءة والكتابة من لغة الآلة، حيث تستخدم رموزًا مختصرة لتمثيل التعليمات.

أهمية EDSAC التاريخية

يعتبر EDSAC معلمًا هامًا في تاريخ الحوسبة لعدة أسباب:

البرنامج المخزن: كان EDSAC من أوائل الحواسيب التي طبقت مفهوم البرنامج المخزن، مما أحدث ثورة في مجال الحوسبة.
التأثير على التصميمات اللاحقة: أثر تصميم EDSAC على تصميم العديد من الحواسيب اللاحقة، بما في ذلك EDSAC II و Mark I في جامعة مانشستر.
التقدم العلمي: ساهم EDSAC في التقدم العلمي في مجالات مثل الرياضيات والفيزياء والهندسة.

مقارنة بين EDSAC و ENIAC

| الميزة | EDSAC | ENIAC | |---|---|---| | سنة الانتهاء | 1949 | 1946 | | التقنية المستخدمة | الصمامات المفرغة، مركِّمات الزئبق | الصمامات المفرغة | | حجم الذاكرة | 512 كلمة | لا يوجد ذاكرة برمجية (تمت البرمجة عن طريق توصيل الكابلات) | | السرعة | أسرع من ENIAC | أبطأ من EDSAC | | سهولة البرمجة | أسهل من ENIAC | أكثر صعوبة | | الاستهلاك الكهربائي | أقل | أعلى |

تطبيقات EDSAC

تم استخدام EDSAC في مجموعة متنوعة من التطبيقات، بما في ذلك:

حساب الجداول الرياضية: تم استخدام EDSAC لحساب الجداول الرياضية المعقدة.
حل المعادلات التفاضلية: تم استخدام EDSAC لحل المعادلات التفاضلية التي تصف الظواهر الفيزيائية.
محاكاة العمليات الفيزيائية: تم استخدام EDSAC لمحاكاة العمليات الفيزيائية، مثل حركة الجزيئات.

تطور الحواسيب بعد EDSAC

بعد EDSAC، شهد مجال الحوسبة تطورات سريعة. تم تطوير الترانزستور (Transistor) في عام 1947، والذي حل محل الصمامات المفرغة. كان الترانزستور أصغر حجمًا، وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة، وأكثر موثوقية من الصمامات المفرغة.

في الستينيات، تم تطوير الدوائر المتكاملة (Integrated circuits)، التي سمحت بدمج العديد من الترانزستورات على شريحة واحدة. أدت الدوائر المتكاملة إلى تصغير حجم الحواسيب وزيادة سرعتها وخفض تكلفتها.

العلاقة مع التداول بالخيارات الثنائية

على الرغم من أن EDSAC لم يكن مرتبطًا بشكل مباشر بالتداول بالخيارات الثنائية، إلا أن المبادئ الأساسية للحوسبة التي قدمها EDSAC، مثل الخوارزميات (Algorithms) وتحليل البيانات (Data analysis)، تلعب دورًا مهمًا في تطوير استراتيجيات التداول الآلية. يمكن استخدام الخوارزميات لتحليل بيانات السوق وتحديد فرص التداول. يمكن استخدام تحليل البيانات لتقييم أداء استراتيجيات التداول وتحسينها.

في مجال الخيارات الثنائية، يمكن استخدام التحليل الفني (Technical analysis) والتحليل الأساسي (Fundamental analysis) لاتخاذ قرارات التداول. يمكن استخدام مؤشرات فنية (Technical indicators) مثل المتوسطات المتحركة (Moving averages) ومؤشر القوة النسبية (Relative Strength Index - RSI) لتحديد الاتجاهات المحتملة للسوق. يمكن استخدام تحليل الحجم (Volume analysis) لتأكيد الاتجاهات وتحديد نقاط الدخول والخروج. هناك العديد من استراتيجيات التداول (Trading strategies) التي يمكن استخدامها في التداول بالخيارات الثنائية، مثل استراتيجية الاختراق (Breakout strategy) واستراتيجية الاتجاه (Trend following strategy) واستراتيجية التداول العكسي (Reversal strategy). كما أن فهم إدارة المخاطر (Risk management) أمر بالغ الأهمية في التداول بالخيارات الثنائية.

روابط ذات صلة

مصادر

Wilkes, M. V. (1956). *The Automatic Calculation of the Mathematical Tables*. Cambridge University Press.
Ceruzzi, P. E. (2003). *A History of Modern Computing*. MIT Press.

```

ابدأ التداول الآن

سجل في IQ Option (الحد الأدنى للإيداع $10) افتح حساباً في Pocket Option (الحد الأدنى للإيداع $5)

انضم إلى مجتمعنا

اشترك في قناة Telegram الخاصة بنا @strategybin للحصول على: ✓ إشارات تداول يومية ✓ تحليلات استراتيجية حصرية ✓ تنبيهات باتجاهات السوق ✓ مواد تعليمية للمبتدئين