إدارة الانطباع

```wiki

إدارة الانطباع

إدارة الانطباع هي عملية تنظيم وتوجيه المعلومات التي نقدمها عن أنفسنا للآخرين، بهدف التأثير على انطباعاتهم عنا. إنها جانب أساسي من التفاعل الاجتماعي، وتلعب دوراً حاسماً في كيفية إدراكنا من قبل الآخرين، وكيف نبني العلاقات، وكيف نحقق أهدافنا. هذه العملية ليست بالضرورة واعية أو تلاعبية؛ غالباً ما تكون تلقائية وغير رسمية، ولكنها يمكن أن تكون أيضاً استراتيجية ومخطط لها.

تاريخ المفهوم

يعود الفضل في صياغة مفهوم إدارة الانطباع إلى عالم الاجتماع الأمريكي إرفينغ غوفمان في كتابه "تقديم الذات في الحياة اليومية" (The Presentation of Self in Everyday Life) عام 1959. قدم غوفمان تشبيهاً بالمسرح، حيث يرى أن الأفراد يؤدون أدواراً معينة في مواقف اجتماعية مختلفة، ويسعون جاهدين لتقديم أنفسهم بطريقة معينة للجمهور. هذا التشابه المسرحي يوضح أننا غالباً ما نتلاعب بالديكور (المظهر)، والأزياء (الملابس)، والخطاب (الكلام) لخلق انطباع معين. لكن جذور هذا المفهوم تمتد إلى أعمال إميلي دوركهايم وماكس فيبر الذين كتبوا عن أهمية الهوية الاجتماعية والدور الاجتماعي.

دوافع إدارة الانطباع

هناك العديد من الدوافع التي تدفعنا إلى إدارة انطباعنا، بما في ذلك:

• الحاجة إلى القبول الاجتماعي: نرغب في أن نكون مقبولين ومحبوبين من قبل الآخرين، وإدارة الانطباع تساعدنا على تحقيق ذلك.
• الحاجة إلى الاحترام: نسعى للحصول على احترام وتقدير الآخرين، وتقديم أنفسنا بطريقة إيجابية يمكن أن يعزز ذلك.
• تحقيق الأهداف: يمكن أن تساعدنا إدارة الانطباع في تحقيق أهدافنا، سواء كانت مهنية أو شخصية. على سبيل المثال، قد يحاول الموظف ترك انطباع جيد على مديره لزيادة فرصته في الحصول على ترقية.
• تجنب العقاب: قد نسعى لإدارة انطباعنا لتجنب العقاب أو الانتقاد من قبل الآخرين.
• الحفاظ على الهوية: قد نستخدم إدارة الانطباع للحفاظ على صورة ذاتية متسقة، أو لتأكيد هويتنا الاجتماعية.

استراتيجيات إدارة الانطباع

هناك العديد من الاستراتيجيات التي يستخدمها الأفراد لإدارة انطباعهم. يمكن تصنيف هذه الاستراتيجيات إلى عدة فئات رئيسية:

استراتيجيات إدارة الانطباع

**الاستراتيجية**

**الوصف**

**مثال**

التقديم الذاتي

محاولة التحكم في الانطباع الذي يتركه الشخص على الآخرين.

ارتداء ملابس رسمية لمقابلة عمل.

التملق

محاولة إرضاء الآخرين من خلال الإطراء والمديح.

الإشادة بعمل زميل في العمل.

التباهي

محاولة إظهار الإنجازات والمهارات والكفاءات.

الحديث عن الحصول على شهادة مرموقة.

التواضع

التقليل من الإنجازات والمهارات والكفاءات.

القول "أنا محظوظ فقط" بعد تحقيق نجاح كبير.

التلاعب بالارتباط

محاولة ربط النفس بأشخاص أو أشياء إيجابية.

ذكر اسم جامعة مرموقة عند الحديث عن التعليم.

التنويع

تقديم تفسيرات مختلفة لسلوك معين.

القول "كنت متأخراً بسبب حركة المرور" بدلاً من الاعتراف بالتقصير.

التحكم في الظهور

التحكم في الطريقة التي يظهر بها الشخص للآخرين.

اختيار صورة شخصية احترافية لاستخدامها في ملف تعريف مهني.

الإعلان عن الذات

الكشف عن معلومات شخصية بهدف بناء الثقة.

الحديث عن الهوايات والاهتمامات.

• **التقديم الذاتي (Self-Presentation):** وهي الاستراتيجية الأكثر شمولاً، وتشمل جميع الجهود التي يبذلها الفرد للتحكم في الانطباع الذي يتركه على الآخرين. يتضمن ذلك اختيار الملابس المناسبة، واستخدام لغة الجسد الإيجابية، والتحدث بطريقة واثقة. في عالم الخيارات الثنائية، قد يختار المتداول تقديم نفسه كخبير ذي خبرة لجذب المستثمرين.
• **التملق (Ingratiation):** وهي محاولة إرضاء الآخرين من خلال الإطراء والمديح. يمكن أن يكون التملق فعالاً في بناء العلاقات، ولكنه قد يبدو مصطنعاً إذا كان مفرطاً. في سياق تحليل حجم التداول، قد يمدح المتداول استراتيجية متداول آخر على أمل الحصول على معلومات قيمة.
• **التباهي (Self-Promotion):** وهي محاولة إظهار الإنجازات والمهارات والكفاءات. يمكن أن يكون التباهي مفيداً في الحصول على ترقية أو وظيفة جديدة، ولكنه قد يثير الغيرة أو الاستياء لدى الآخرين. قد يتباهى المتداول بنجاحاته في الخيارات الثنائية لجذب العملاء.
• **التواضع (Self-Deprecation):** وهي التقليل من الإنجازات والمهارات والكفاءات. يمكن أن يكون التواضع وسيلة لإظهار التواضع والود، ولكنه قد يقلل من مصداقية الشخص. قد يتواضع المتداول بشأن خسائره في الخيارات الثنائية لإظهار أنه ليس مقامراً متهوراً.
• **التلاعب بالارتباط (Association):** وهي محاولة ربط النفس بأشخاص أو أشياء إيجابية. يمكن أن يشمل ذلك ذكر اسم جامعة مرموقة أو الإشارة إلى علاقة مع شخص ناجح. قد يربط المتداول نفسه بشركات استثمارية مرموقة لإضفاء المصداقية على خدماته في الخيارات الثنائية.
• **التنويع (Excuses):** وهي تقديم تفسيرات مختلفة لسلوك معين. يمكن أن يشمل ذلك تقديم أعذار أو تبريرات للتأخير أو الفشل. قد يعتذر المتداول عن خسائره في الخيارات الثنائية بسبب ظروف السوق غير المتوقعة.
• **التحكم في الظهور (Impression Management through Appearance):** التركيز على المظهر الخارجي لخلق انطباع معين. يشمل ذلك الملابس، وتسريحة الشعر، والمكياج، وغيرها من جوانب المظهر الشخصي. قد يرتدي المتداول ملابس رسمية عند مقابلة عميل محتمل في مجال الخيارات الثنائية.
• **الإعلان عن الذات (Self-Disclosure):** الكشف عن معلومات شخصية بهدف بناء الثقة. يمكن أن يشمل ذلك الحديث عن الهوايات والاهتمامات والقيم الشخصية. قد يشارك المتداول بعض المعلومات الشخصية مع عملائه في الخيارات الثنائية لبناء علاقة ثقة.

إدارة الانطباع في سياقات مختلفة

تختلف استراتيجيات إدارة الانطباع المستخدمة باختلاف السياق الاجتماعي. على سبيل المثال:

• **مقابلات العمل:** يركز المرشحون على تقديم أنفسهم كأشخاص مؤهلين ومتحمسين ومناسبين للوظيفة. قد يستخدمون استراتيجيات مثل التباهي والتملق والتنويع.
• **المواعدة:** يركز الأفراد على تقديم أنفسهم كأشخاص جذابين ومثيرين للاهتمام ومناسبين للشريك المحتمل. قد يستخدمون استراتيجيات مثل التملق والإعلان عن الذات والتلاعب بالارتباط.
• **الاجتماعات المهنية:** يركز الموظفون على تقديم أنفسهم كأشخاص أكفاء وموثوقين ومساهمين في الفريق. قد يستخدمون استراتيجيات مثل التقديم الذاتي والتباهي والتنويع.
• **وسائل التواصل الاجتماعي:** يقوم الأفراد بإنشاء ملفات تعريف شخصية تعرض جوانب محددة من حياتهم، ويسعون جاهدين لتقديم صورة إيجابية عن أنفسهم. قد يستخدمون استراتيجيات مثل التحكم في الظهور والإعلان عن الذات. يشكل هذا تحدياً خاصاً في عالم التحليل الفني حيث قد يحاول المتداولون إظهار سجل حافل بالنجاحات.

الجوانب السلبية لإدارة الانطباع

على الرغم من أن إدارة الانطباع يمكن أن تكون مفيدة في العديد من المواقف، إلا أنها يمكن أن يكون لها أيضاً جوانب سلبية:

• **النفاق:** قد يؤدي التركيز المفرط على إدارة الانطباع إلى النفاق والكذب.
• **فقدان الأصالة:** قد يشعر الأفراد بأنهم غير قادرين على التعبير عن أنفسهم الحقيقيين، مما يؤدي إلى فقدان الأصالة.
• **التوتر والقلق:** قد يكون من المرهق السعي المستمر لتقديم صورة مثالية عن النفس.
• **التلاعب:** يمكن استخدام إدارة الانطباع للتلاعب بالآخرين واستغلالهم. قد يستخدم المتداولون غير الأخلاقيين في الخيارات الثنائية إدارة الانطباع لخداع المستثمرين.

إدارة الانطباع والخيارات الثنائية

في عالم الخيارات الثنائية، تلعب إدارة الانطباع دوراً هاماً، خاصة بالنسبة للمتداولين المحترفين أو الذين يقدمون خدمات إشارية. يجب عليهم تقديم أنفسهم كمحللين أكفاء، وخبراء في المؤشرات الفنية مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) و الماكد (MACD)، والخطوط الداعمة والمقاومة، ولديهم فهم عميق ل الاتجاهات في السوق. يجب عليهم أيضاً إظهار سجل حافل بالنجاح، مع التأكيد على استراتيجياتهم المربحة مثل استراتيجية مارتينجال أو استراتيجية دالة، مع التحذير من المخاطر المرتبطة ب الخيارات الثنائية و أهمية إدارة المخاطر. الشفافية والصدق هما مفتاح بناء الثقة مع العملاء. استخدام التحليل الأساسي والتحليل الفني بشكل متكامل يعزز من مصداقية المتداول. فهمأنماط الشموع اليابانية و التداول اللحظي يعتبر من الأدوات الهامة التي يمكن للمتداول استخدامها لتعزيز انطباعه. و يجب على المتداولين أيضاً أن يكونوا على دراية ب الوسطاء الموثوقين و المنصات الآمنة لتقديم خدماتهم.

الخلاصة

إدارة الانطباع هي عملية معقدة ومتعددة الأوجه تؤثر على جميع جوانب حياتنا الاجتماعية. فهم هذه العملية يمكن أن يساعدنا على أن نكون أكثر وعياً بكيفية إدراكنا من قبل الآخرين، وكيف يمكننا التأثير على تصوراتهم عنا. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن الأصالة والصدق هما أساس العلاقات الصحية والمستدامة.

علم النفس الاجتماعي التفاعل الاجتماعي إميلي دوركهايم ماكس فيبر التقديم الذاتي التملق التباهي التواضع التحليل الفني تحليل حجم التداول مؤشر القوة النسبية الماكد الخطوط الداعمة والمقاومة استراتيجية مارتينجال استراتيجية دالة إدارة المخاطر الخيارات الثنائية أنماط الشموع اليابانية التداول اللحظي الوسطاء الموثوقين المنصات الآمنة التحليل الأساسي الاتجاهات ```

ابدأ التداول الآن

سجّل في IQ Option (الحد الأدنى للإيداع 10 دولار) افتح حساباً في Pocket Option (الحد الأدنى للإيداع 5 دولار)

انضم إلى مجتمعنا

اشترك في قناة Telegram الخاصة بنا @strategybin لتصلك: ✓ إشارات تداول يومية ✓ تحليلات استراتيجية حصرية ✓ تنبيهات اتجاهات السوق ✓ مواد تعليمية للمبتدئين