HTTP (Hypertext Transfer Protocol)

```wiki

بروتوكول نقل النص التشعبي (HTTP)

بروتوكول نقل النص التشعبي (HTTP) هو الأساس الذي يقوم عليه شبكة الويب العالمية (World Wide Web). إنه البروتوكول الذي يسمح للمتصفحات (مثل Chrome، Firefox، Safari) بالتواصل مع الخوادم (Servers) لطلب وتلقي صفحات الويب، والصور، ومقاطع الفيديو، وأي موارد أخرى متاحة على الإنترنت. بدون HTTP، لن نتمكن من تصفح الإنترنت بالطريقة التي نعرفها اليوم. هذا المقال موجه للمبتدئين ويهدف إلى شرح مفصل لآلية عمل هذا البروتوكول الهام.

ما هو البروتوكول؟

قبل الغوص في تفاصيل HTTP، من المهم فهم مفهوم البروتوكول بشكل عام. في سياق الشبكات، البروتوكول هو مجموعة من القواعد والمعايير التي تحكم كيفية تبادل البيانات بين الأجهزة المختلفة. تخيل أنك تتحدث إلى شخص يتحدث لغة مختلفة. للتواصل بفعالية، تحتاجان إلى اتفاق على لغة مشتركة (البروتوكول) وقواعد لغوية (معايير البروتوكول). وبالمثل، تحتاج الأجهزة على الشبكة إلى اتباع بروتوكولات محددة للتواصل مع بعضها البعض. بروتوكولات الشبكة الأخرى تشمل TCP/IP، FTP، و SMTP.

تاريخ موجز لـ HTTP

تم تطوير HTTP في الأصل بواسطة تيم بيرنرز لي (Tim Berners-Lee) في عام 1989 في CERN، وهو مختبر أبحاث الفيزياء في سويسرا. كان الهدف هو تسهيل مشاركة المعلومات بين الباحثين. الإصدار الأول من HTTP (HTTP/1.0) كان بسيطًا جدًا، لكنه وضع الأساس للنمو الهائل للويب. لاحقًا، تم تطوير HTTP/1.1، والذي أضاف العديد من التحسينات، مثل الاتصال المستمر (Persistent Connections) والذاكرة المؤقتة (Caching). أحدث إصدار رئيسي هو HTTP/2، والذي يركز على تحسين الأداء وتقليل زمن الاستجابة. و HTTP/3 هو أحدث إصدار يستخدم بروتوكول QUIC بدلاً من TCP.

كيف يعمل HTTP؟

يعمل HTTP بناءً على نموذج العميل-الخادم (Client-Server). العميل (عادةً ما يكون متصفح الويب) يرسل طلبًا إلى الخادم (جهاز كمبيوتر يستضيف موقع الويب أو المورد المطلوب). ثم يقوم الخادم بمعالجة الطلب وإرسال رد إلى العميل. هذه العملية تتكرر في كل مرة تتفاعل فيها مع موقع ويب.

• الطلب (Request): الطلب هو رسالة يرسلها العميل إلى الخادم. يحتوي الطلب على معلومات حول المورد المطلوب (مثل عنوان URL)، ونوع الطلب (مثل GET، POST)، ومعلومات إضافية مثل ملفات تعريف الارتباط (Cookies) ومعلومات المتصفح.
• الرد (Response): الرد هو رسالة يرسلها الخادم إلى العميل. يحتوي الرد على رمز الحالة (Status Code) الذي يشير إلى نتيجة الطلب (مثل 200 OK، 404 Not Found)، ورؤوس الاستجابة (Response Headers) التي تحتوي على معلومات إضافية حول الرد، وجسم الاستجابة (Response Body) الذي يحتوي على المورد المطلوب (مثل HTML، صورة، فيديو).

مكونات طلب HTTP

يتكون طلب HTTP من عدة أجزاء رئيسية:

1. طريقة الطلب (Request Method): تحدد الإجراء الذي يرغب العميل في تنفيذه على الخادم. أكثر طرق الطلب شيوعًا هي:

   *   GET:  يستخدم لاسترداد مورد من الخادم.  (مثال: طلب صفحة ويب).
   *   POST:  يستخدم لإرسال بيانات إلى الخادم لإنشاء أو تحديث مورد. (مثال: إرسال نموذج تسجيل).
   *   PUT:  يستخدم لاستبدال مورد موجود على الخادم.
   *   DELETE:  يستخدم لحذف مورد من الخادم.
   *   PATCH: يستخدم لتعديل مورد جزئي على الخادم.
   *   HEAD: يشبه GET، ولكنه يطلب فقط رؤوس الاستجابة، وليس جسم الاستجابة.
   *   OPTIONS:  يستخدم للاستعلام عن خيارات الاتصال المتاحة للخادم.

2. عنوان URL (URL): يحدد عنوان المورد المطلوب على الخادم. 3. رؤوس الطلب (Request Headers): توفر معلومات إضافية حول الطلب، مثل نوع المتصفح، واللغة المفضلة، وملفات تعريف الارتباط. 4. جسم الطلب (Request Body): يحتوي على البيانات التي يتم إرسالها إلى الخادم، خاصةً في طلبات POST و PUT.

مثال على طلب HTTP (باستخدام GET):

``` GET /index.html HTTP/1.1 Host: www.example.com User-Agent: Mozilla/5.0 (Windows NT 10.0; Win64; x64) AppleWebKit/537.36 (KHTML, like Gecko) Chrome/91.0.4472.124 Safari/537.36 Accept: text/html,application/xhtml+xml,application/xml;q=0.9,*/*;q=0.8 ```

مكونات رد HTTP

يتكون رد HTTP من عدة أجزاء رئيسية:

1. رمز الحالة (Status Code): رمز رقمي يشير إلى نتيجة الطلب. يتم تجميع رموز الحالة في خمس فئات رئيسية:

   *   1xx (Informational):  يشير إلى أن الطلب قد تم استلامه وأن الخادم يعمل على معالجته.
   *   2xx (Success):  يشير إلى أن الطلب قد تم بنجاح.  (مثال: 200 OK).
   *   3xx (Redirection):  يشير إلى أن العميل يحتاج إلى اتخاذ إجراء إضافي لإكمال الطلب.  (مثال: 301 Moved Permanently).
   *   4xx (Client Error):  يشير إلى أن هناك خطأ في الطلب من جانب العميل.  (مثال: 404 Not Found).
   *   5xx (Server Error):  يشير إلى أن هناك خطأ على جانب الخادم.  (مثال: 500 Internal Server Error).

2. رؤوس الاستجابة (Response Headers): توفر معلومات إضافية حول الرد، مثل نوع المحتوى، وتاريخ التعديل، والذاكرة المؤقتة. 3. جسم الاستجابة (Response Body): يحتوي على المورد المطلوب (مثل HTML، صورة، فيديو).

مثال على رد HTTP:

``` HTTP/1.1 200 OK Date: Tue, 20 Jul 2023 10:00:00 GMT Server: Apache/2.4.41 (Unix) Content-Type: text/html; charset=UTF-8 Content-Length: 1234

<!DOCTYPE html> <html> <head> <title>مثال</title> </head> <body>

مرحباً بالعالم!

</body> </html> ```

أهمية HTTP في الخيارات الثنائية

على الرغم من أن HTTP قد يبدو بعيدًا عن عالم الخيارات الثنائية، إلا أنه يلعب دورًا حاسمًا في كيفية عمل منصات التداول والتحليل. تعتمد منصات الخيارات الثنائية على HTTP للتواصل مع الخوادم التي توفر:

• بيانات الأسعار في الوقت الفعلي: تستخدم المنصات HTTP لجلب بيانات الأسعار من مصادر مختلفة، مثل بورصات الأسهم و سوق العملات الأجنبية.
• تنفيذ الأوامر: عندما تقوم بفتح أو إغلاق صفقة، يتم إرسال طلب HTTP إلى الخادم لتنفيذ الأمر.
• تحديثات الحساب: يتم استخدام HTTP لتلقي تحديثات حول رصيدك، ومراكزك المفتوحة، وسجل التداول.
• تحليل البيانات: يتم استخدام HTTP لتنزيل البيانات التاريخية للأسعار واستخدامها في التحليل الفني و التحليل الأساسي.

HTTP والتحليل الفني

يعتمد المحللون الفنيون بشكل كبير على البيانات التي يتم جلبها عبر HTTP لإجراء تحليلاتهم. على سبيل المثال، يمكن استخدام HTTP لتنزيل بيانات الأسعار التاريخية لـ الرسم البياني للشموع اليابانية أو لحساب المتوسطات المتحركة. كما يمكن استخدام HTTP للحصول على بيانات حول حجم التداول، وهو مؤشر مهم لتأكيد الاتجاهات.

HTTP واستراتيجيات الخيارات الثنائية

العديد من استراتيجيات الخيارات الثنائية تعتمد على البيانات التي يتم جلبها عبر HTTP. على سبيل المثال:

• استراتيجية اختراق النطاق (Breakout Strategy): تعتمد على تحديد مستويات الدعم والمقاومة باستخدام بيانات الأسعار التاريخية التي يتم جلبها عبر HTTP.
• استراتيجية تداول الأخبار (News Trading Strategy): تعتمد على الاستجابة للأخبار الاقتصادية التي يتم نشرها عبر الإنترنت، والتي يتم جلبها عبر HTTP.
• استراتيجية المتابعة (Trend Following Strategy): تعتمد على تحديد الاتجاهات باستخدام مؤشر الماكد و مؤشر القوة النسبية، والتي تعتمد على بيانات الأسعار التي يتم جلبها عبر HTTP.
• استراتيجية بينالي (Pin Bar Strategy): تتطلب تحليل أنماط الشموع اليابانية، والتي تعتمد على بيانات الأسعار التاريخية.
• استراتيجية ستوكاستيك (Stochastic Strategy): تعتمد على مؤشر التذبذب، الذي يتطلب بيانات الأسعار.
• استراتيجية بولينجر باندز (Bollinger Bands Strategy): تعتمد على الانحراف المعياري، الذي يتطلب بيانات الأسعار.
• استراتيجية المتوسطات المتحركة (Moving Average Strategy): تعتمد على حساب المتوسطات المتحركة، والتي تتطلب بيانات الأسعار.
• استراتيجية فيبوناتشي (Fibonacci Strategy): تعتمد على مستويات فيبوناتشي، والتي تتطلب بيانات الأسعار.
• استراتيجية RSI Divergence (استراتيجية تباين مؤشر القوة النسبية): تعتمد على تباين بين حركة السعر ومؤشر القوة النسبية.
• استراتيجية Price Action (تحليل حركة السعر): تعتمد على تحليل أنماط الشموع اليابانية وحركة السعر.
• استراتيجية Head and Shoulders (رأس وكتفين): تعتمد على تحديد نمط الرأس والكتفين في حركة السعر.
• استراتيجية Double Top and Double Bottom (قمة مزدوجة وقاع مزدوج): تعتمد على تحديد القمم والقيعان المزدوجة في حركة السعر.
• استراتيجية Cup and Handle (الكأس والمقبض): تعتمد على تحديد نمط الكأس والمقبض في حركة السعر.
• استراتيجية Flag and Pennant (العلم والراية): تعتمد على تحديد أنماط العلم والراية في حركة السعر.
• استراتيجية Elliott Wave (موجات إليوت): تعتمد على تحليل موجات إليوت في حركة السعر.
• استراتيجية Ichimoku Cloud (سحابة ايشيموكو): تعتمد على استخدام سحابة ايشيموكو لتحديد الاتجاهات ومستويات الدعم والمقاومة.

HTTP/2 و HTTP/3: تحسينات في الأداء

الإصدارات الأحدث من HTTP، مثل HTTP/2 و HTTP/3، تقدم تحسينات كبيرة في الأداء مقارنة بـ HTTP/1.1. تشمل هذه التحسينات:

• الضغط (Compression): تقليل حجم البيانات المرسلة عبر الشبكة.
• التبسيط (Multiplexing): إرسال طلبات متعددة عبر اتصال واحد.
• الأولوية (Prioritization): تحديد أولويات الطلبات.
• استخدام بروتوكول QUIC (في HTTP/3): بروتوكول أحدث يوفر أداءً أفضل وموثوقية أعلى.

هذه التحسينات يمكن أن تؤدي إلى تقليل زمن الاستجابة وتحسين تجربة التداول، خاصةً في منصات الخيارات الثنائية التي تعتمد على بيانات الأسعار في الوقت الفعلي.

الخلاصة

بروتوكول نقل النص التشعبي (HTTP) هو حجر الزاوية في شبكة الويب العالمية، ويلعب دورًا حيويًا في كيفية عمل منصات الخيارات الثنائية. فهم كيفية عمل HTTP يمكن أن يساعدك على فهم كيفية جلب البيانات، وتنفيذ الأوامر، وتحليل الأسواق. مع استمرار تطور HTTP، من المتوقع أن نشهد المزيد من التحسينات في الأداء والموثوقية، مما سيؤدي إلى تحسين تجربة التداول للمتداولين في جميع أنحاء العالم. كما أن فهم HTTP يساعد على فهم كيفية عمل واجهات برمجة التطبيقات (APIs) المستخدمة في العديد من أدوات التداول.

الشبكة العالمية عنوان IP مجال (شبكة) DNS TCP/IP FTP SMTP SSL/TLS جدار الحماية التحليل الفني التحليل الأساسي الخيارات الثنائية بورصات الأسهم سوق العملات الأجنبية الرسم البياني للشموع اليابانية المتوسطات المتحركة حجم التداول مؤشر الماكد مؤشر القوة النسبية استراتيجيات الخيارات الثنائية واجهات برمجة التطبيقات (APIs) ```

ابدأ التداول الآن

سجّل في IQ Option (الحد الأدنى للإيداع 10 دولار) افتح حساباً في Pocket Option (الحد الأدنى للإيداع 5 دولار)

انضم إلى مجتمعنا

اشترك في قناة Telegram الخاصة بنا @strategybin لتصلك: ✓ إشارات تداول يومية ✓ تحليلات استراتيجية حصرية ✓ تنبيهات اتجاهات السوق ✓ مواد تعليمية للمبتدئين