استراتيجية التداول المقترنة (Pair Trading)

```wiki

استراتيجية التداول المقترنة (Pair Trading)

استراتيجية التداول المقترنة هي استراتيجية تداول تهدف إلى الاستفادة من العلاقة التاريخية بين أصلين ماليين متشابهين. تعتمد هذه الاستراتيجية على فكرة أن الأصلين سيعودان إلى علاقتهما التاريخية بعد انحراف مؤقت. تعتبر من الاستراتيجيات المحايدة للسوق (Market Neutral) نسبياً، مما يعني أنها تهدف إلى تحقيق الربح بغض النظر عن الاتجاه العام للسوق. هذا المقال موجه للمبتدئين في الخيارات الثنائية ويهدف إلى شرح هذه الاستراتيجية بالتفصيل.

ما هي الأصول المقترنة؟

الأصول المقترنة هي أصول مالية ذات ارتباط قوي. هذا الارتباط يمكن أن يكون ناتجاً عن عدة عوامل، مثل:

• نفس القطاع: شركتان تعملان في نفس الصناعة (مثل شركتي طيران أو شركتي اتصالات).
• علاقة تاريخية: وجود علاقة سعرية ثابتة تاريخياً بين الأصلين، حتى لو لم يكن هناك سبب واضح لذلك.
• العلاقة بين المشتقات: على سبيل المثال، علاقة بين سهم ورقة مالية مرتبطة به (مثل عقد مستقبل).
• علاقة بين السلع: مثل النفط الخام والمنتجات المكررة (البنزين، الديزل).

أمثلة على الأصول المقترنة:

• Coca-Cola و PepsiCo
• Apple و Samsung (مع الأخذ في الاعتبار أن الارتباط هنا قد يكون أقل وضوحاً ويحتاج إلى تحليل دقيق)
• الذهب و الفضة
• اليورو/دولار أمريكي و الجنيه الإسترليني/دولار أمريكي

كيف تعمل استراتيجية التداول المقترنة؟

تعتمد استراتيجية التداول المقترنة على الخطوات التالية:

1. تحديد الأصول المقترنة: هذه هي الخطوة الأولى والأكثر أهمية. يجب اختيار أصلين لهما ارتباط تاريخي قوي. يمكن استخدام التحليل الإحصائي (Statistical Analysis) لتحديد هذا الارتباط، مثل حساب معامل الارتباط (Correlation Coefficient). 2. تحديد العلاقة التاريخية: بعد تحديد الأصول المقترنة، يجب تحديد العلاقة السعرية التاريخية بينهما. يمكن القيام بذلك من خلال تحليل البيانات التاريخية للأسعار وحساب نسبة السعر (Price Ratio) بين الأصلين. 3. مراقبة الانحرافات: يتم مراقبة أسعار الأصلين باستمرار لتحديد الانحرافات عن العلاقة التاريخية. عندما ينحرف سعر أحد الأصلين عن الآخر بشكل كبير، يعتبر ذلك فرصة تداول. 4. تنفيذ الصفقات:

   *   الشراء (Long): إذا انخفض سعر الأصل الأول بشكل كبير مقارنة بالأصل الثاني، يتم شراء الأصل الأول وبيع الأصل الثاني. الهدف هو الاستفادة من عودة العلاقة السعرية إلى طبيعتها.
   *   البيع (Short): إذا ارتفع سعر الأصل الأول بشكل كبير مقارنة بالأصل الثاني، يتم بيع الأصل الأول وشراء الأصل الثاني. الهدف هو الاستفادة من عودة العلاقة السعرية إلى طبيعتها.

5. تحديد نقاط الخروج: يجب تحديد نقاط الخروج (Take Profit & Stop Loss) قبل تنفيذ الصفقة. تعتمد هذه النقاط على تحليل المخاطر وتقلبات الأسعار.

مثال توضيحي

لنفترض أننا حددنا أن سهمي Coca-Cola و PepsiCo هما أصلان مقترنان. تاريخياً، كان سعر سهم Coca-Cola يساوي تقريباً 1.2 ضعف سعر سهم PepsiCo.

• إذا انخفض سعر Coca-Cola إلى 1.1 ضعف سعر PepsiCo، فإننا نشتري Coca-Cola ونبيع PepsiCo.
• إذا ارتفع سعر Coca-Cola إلى 1.3 ضعف سعر PepsiCo، فإننا نبيع Coca-Cola ونشتري PepsiCo.

ننتظر حتى تعود العلاقة السعرية إلى 1.2، ثم نغلق الصفقات ونحقق الربح.

المخاطر والتحديات

على الرغم من أن استراتيجية التداول المقترنة تعتبر من الاستراتيجيات المحايدة للسوق، إلا أنها لا تخلو من المخاطر والتحديات:

• تغير الارتباط: قد يتغير الارتباط بين الأصلين بمرور الوقت، مما يجعل الاستراتيجية غير فعالة.
• الأخبار والأحداث: قد تؤثر الأخبار والأحداث غير المتوقعة على أسعار الأصلين بشكل مختلف، مما يؤدي إلى خسائر.
• التقلبات: قد تؤدي التقلبات الشديدة في الأسعار إلى تفعيل نقاط الخروج (Stop Loss) قبل أن تعود العلاقة السعرية إلى طبيعتها.
• تكاليف التداول: قد تقلل تكاليف التداول (العمولات، الفروق السعرية) من الأرباح.
• صعوبة تحديد الأصول المقترنة: يتطلب تحديد الأصول المقترنة تحليلاً إحصائياً دقيقاً وخبرة في الأسواق المالية.

استخدام استراتيجية التداول المقترنة في الخيارات الثنائية

يمكن تطبيق استراتيجية التداول المقترنة في الخيارات الثنائية (Binary Options) من خلال عدة طرق:

• الخيارات على نفس الأصل: شراء خيار Call على الأصل الأول وبيع خيار Put على الأصل الثاني، أو العكس.
• الخيارات ذات التواريخ المختلفة: شراء خيار Call على الأصل الأول بتاريخ انتهاء صلاحية أقرب، وبيع خيار Call على نفس الأصل بتاريخ انتهاء صلاحية أبعد.
• الخيارات على المؤشرات: استخدام مؤشرات فنية (مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) أو مؤشر الماكد (MACD)) لتحديد نقاط الدخول والخروج للصفقات.

عند استخدام هذه الاستراتيجية في الخيارات الثنائية، يجب مراعاة أن الخيارات الثنائية لها خصائصها الخاصة، مثل انتهاء الصلاحية الثابت وتحديد الربح والخسارة مسبقاً.

أدوات التحليل المستخدمة

• التحليل الإحصائي: لحساب معامل الارتباط والانحراف المعياري.
• التحليل الفني: لتحديد نقاط الدخول والخروج للصفقات. يشمل ذلك استخدام خطوط الدعم والمقاومة، أنماط الشموع اليابانية، والمؤشرات الفنية المختلفة.
• التحليل الأساسي: لتقييم العوامل الأساسية التي قد تؤثر على أسعار الأصلين.
• برامج الرسوم البيانية: مثل MetaTrader أو TradingView، لتتبع أسعار الأصلين وتحليل البيانات التاريخية.
• جداول البيانات: مثل Microsoft Excel أو Google Sheets، لإجراء العمليات الحسابية والتحليلات الإحصائية.

استراتيجيات ذات صلة

• المراجحة الإحصائية (Statistical Arbitrage): استراتيجية أكثر تعقيداً تعتمد على تحديد الأصول المقترنة وتنفيذ الصفقات بشكل آلي.
• التداول الاتجاهي (Trend Following): استراتيجية تهدف إلى الاستفادة من الاتجاهات السعرية.
• التداول المتأرجح (Swing Trading): استراتيجية تهدف إلى الاستفادة من التقلبات السعرية قصيرة الأجل.
• التداول اليومي (Day Trading): استراتيجية تهدف إلى تحقيق الربح من خلال الصفقات التي يتم إغلاقها في نفس اليوم.
• التداول العكسي (Contrarian Trading): استراتيجية تهدف إلى الاستفادة من التوقعات الخاطئة للسوق.
• استراتيجية الاختراق (Breakout Strategy): تهدف إلى الاستفادة من اختراق مستويات الدعم والمقاومة.
• استراتيجية المتوسطات المتحركة (Moving Average Strategy): تستخدم المتوسطات المتحركة لتحديد الاتجاهات ونقاط الدخول والخروج.
• استراتيجية فيبوناتشي (Fibonacci Strategy): تستخدم مستويات فيبوناتشي لتحديد مستويات الدعم والمقاومة المحتملة.
• استراتيجية بولينجر باندز (Bollinger Bands Strategy): تستخدم نطاقات بولينجر لتحديد التقلبات السعرية.
• استراتيجية ستوكاستيك (Stochastic Oscillator Strategy): تستخدم مؤشر ستوكاستيك لتحديد مناطق ذروة الشراء والبيع.

نصائح للمبتدئين

• ابدأ بمبلغ صغير: لا تستثمر مبلغاً كبيراً من المال قبل أن تفهم الاستراتيجية بشكل كامل.
• تدرب على حساب تجريبي: استخدم حساباً تجريبياً لممارسة الاستراتيجية قبل التداول بأموال حقيقية.
• كن صبوراً: قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تحقق أرباحاً من هذه الاستراتيجية.
• إدارة المخاطر: استخدم نقاط الخروج (Stop Loss) لحماية رأس المال.
• تعلم باستمرار: ابق على اطلاع دائم بأخبار الأسواق المالية والتطورات التكنولوجية.
• تحليل حجم التداول (Volume Analysis): استخدم تحليل حجم التداول لتأكيد الإشارات التي تحصل عليها من المؤشرات الفنية.
• فهم سيكولوجية التداول (Trading Psychology): تعلم كيفية التحكم في عواطفك واتخاذ قرارات عقلانية.
• استخدام أدوات إدارة المخاطر (Risk Management Tools): مثل تحديد حجم المركز (Position Sizing) وتنويع المحفظة.

الخلاصة

استراتيجية التداول المقترنة هي استراتيجية تداول قوية يمكن أن تحقق أرباحاً جيدة إذا تم تنفيذها بشكل صحيح. ومع ذلك، فإنها تتطلب تحليلاً دقيقاً وإدارة مخاطر فعالة. قبل البدء في استخدام هذه الاستراتيجية، تأكد من أنك تفهمها بشكل كامل وأنك مستعد لتحمل المخاطر. تذكر دائماً أن التداول في الخيارات الثنائية ينطوي على مخاطر عالية، وقد تخسر رأس المال المستثمر. ```

ابدأ التداول الآن

سجّل في IQ Option (الحد الأدنى للإيداع 10 دولار) افتح حساباً في Pocket Option (الحد الأدنى للإيداع 5 دولار)

انضم إلى مجتمعنا

اشترك في قناة Telegram الخاصة بنا @strategybin لتصلك: ✓ إشارات تداول يومية ✓ تحليلات استراتيجية حصرية ✓ تنبيهات اتجاهات السوق ✓ مواد تعليمية للمبتدئين